آهٍ.. أُسَامَة

أحضروا

زوَّادة الحُزْنِ إلَيْ

واذرِفوا الخوفَ علَيْ

كنتُ يَوْماً

تحتَ ظلٍّ سامقِ الرَّوْعةِ..

حيْ

ثم أصبحتُ

وقد ولَّيتَ مخْفوراً

إلى المَوْتِ القَصِيْ

بعضَ لا شيءٍ..

يُفَتِّشُ فيَّ..

عنْ وَمْضَةِ.. شَيْ

كُنتَ يوماً

تَكْتُبُ الشِّعْرَ على وَقْعِ الغمامة

بينَ شطِّ..

الألَمِ الأَقْسَى

وآهاتِ السَّلامَة

تَحمِلُ الهمَّ العُروبيَّ

الذي

بِعْنا مقامَه

وتَحوطُ الوطَنَ المُخْضَرَّ

بِنَفْسٍ مُستهامة

يا خليطَ النَّسرِ..

في العَلْيا

وتحنانَ الحَمامة

يا رؤى طَيْبةَ..

لا تخْبو

وزرقاءَ اليَمامة

كيفَ مِن دونِ وَداعٍ..

غِبْتَ

مَصْحوبَ المَلامَة!

آهِ مِن مَوْتِكَ..

هذا القاتلي

آهٍ..

أُسامَة

أَيُّها المُتَنَبِّي

وأبو تمامَ..

والأعشى

وقيسُ بن الملوَّحْ

يا امْتداداتِ المُنى

في لُجَّةٍ..

بِالنأْيِ.. تَذْبَحْ

كاتباً بالسَّيفِ..

أَحْلى الوَعْدِ

بالشِّعرِ المُوشَّحْ

دافعاً..

بِالقَلَمِ المَسْلُولِ..

لأيَ الظُّلْمِ

إن أمْسى.. وأَصْبَحْ

كلَّما أظلمتُ

وَلِّى بِذُنوبي

جِهةَ العَرْشِ..

وَسَبَّحْ

أنتَ..

مَنْ علَّمْتَنا

كَيْفَ نبتلعُ اليَأْسَ..

لِنَفْرَحْ

أيُّها المَكْتوبُ في قَلْبي..

ونَفْسي الحَائِرَة

وَطَريقاً بَعْدكَ اسْتَوْحَشَ..

يَحذو آخِرَهْ

والجراحَ الغائِرَة

تَحْتَ ظِلِّ القُبَّةِ الخَضْراءِ

في حُضْنِ النَّبيْ

طابَتِ اللُّقيا

بِمَنْ قَبْلَك أودَوْا

لِلجَليلِ السَّرْمَديْ

وَسَتلقانا غَداً

يا أبي

وأخي الأغْلَى

وَحِيناً

يا.. بُنَيْ

أنا ما خنتكَ يوماً

فلماذا..

صرتَ والدمعُ علَيْ!

- د. زاهر عبد الرحمن عثمان