09-09-2014

وطنية رياضية حسب الطلب!!

مسكينة كلمة الوطنية.. فهي أكثر من يراق دمه في كرة القدم لدينا.. فهي أحياناً تستدعى عند الحاجة.. وأحياناً وعلى النقيض تماماً يتم ركلها بكل بجاحة.. مصلحة تقدمها في أول الصفوف.. ولا مبالاة ترسلها إلى آخر الطابور.

أنظمة توضع ليس لهدف سوى العزف على وتر الوطنية.. ضعف تحكيم يقابله تعنت مسئول بفرض 3 أطقم أجنبية لقيادة المباريات قبل أن تتحول إلى خمس.. والحجة دعماً للحكم الوطني.. دونما اكتراث بمستواه أو حتى ما تسبب فيه من كوارث.

معلق تلفزيوني أشبه بمحرج.. صوته أو إن شئت صراخه يجبرك على كتم الصوت.. وميوله تفضحها هجمة فريقه.. وعندما نتحدث عن التعاقد مع معلقين بمستوى أعلى.. تظهر نغمة: اصبروا على هذا النشاز.. فهو ولد البلد.

مسئول فريق ينافح عن الاحتراف وأهمية تطبيق النظام على اللاعبين وزرع الانضباطية داخل النادي.. لكن بمجرد تغيب أي لاعب وطني أو تأخره لأي سبب تجده يقف بوجه المدرب عندما يهم بعقابه.. والمبرر نحن أعرف بأبناء البلد وظروفهم عكس الخواجة الذي لا يعرف خصوصية بلدنا.

رئيس نادي في الإعلام يتحدث عن أن الفريق لحمة واحدة.. واللوائح تسري على جميع اللاعبين.. لا فرق بين هذا اللاعب أو ذاك.. لكن عندما يتعلق الأمر بمقدمات العقود والرواتب.. نجده قد أوفى بكل التزاماته مع المدرب واللاعب الأجنبي.. أما اللاعب والإداري المحليان فينتظران لشهور.. والسبب أبناء بلد ومنّا وفينا.

فريق يشارك خارجياً.. يطالب بالتأجيل والتقديم والتأخير والمعاملة الخاصة.. والسبب أنه يمثل الوطن ويرفع راية البلد.. لينقسم الوسط الرياضي حول تلك المطالبات.. فمشجعو ذاك الفريق لبسوا جميعاً ثوب الوطنية.. في حين أن محبي المنافسين خلعوا هذا الرداء منذ غادرت فرقهم المشاركات الخارجية.

المضحك المبكي أنك لو عدت لفترة ليست ببعيدة.. وأجريت جرداً لتوجهات هذا الصف وذاك الفريق.. لوجدت تبدل المواقع بين هذا وذاك.. ولن تدهش بتباين المواقف.. فمن حمل لواء الوطن في مطالباته هو ذاته من جرد الوطنية من مشاركة منافسيه.. للأسف هي الميول والمصلحة الآنية من تحدد أين موقعنا وماهية رغباتنا وكيفية تعاطينا مع الأمور.

أما الوطنية فعذرا لكنها أضحت في الرياضة أشبه بالمشجب الذي نعلق عليه ما نرغب متى كنّا نلعب.. أما عندما نكون في المدرج فعندها نحملها معنا هناك لتتفرج.. لذا كم أتمنى أن نسمو بالوطنية عن هذا الميدان حتى لا نلوثها في مستنقع التعصب ولجة الميول.

أين الحكم الأجنبي يا أهلي؟!

غريب أمر هذا الأهلي.. الرئيس ينتقد التحكيم في البرامج علناً.. والمركز الإعلامي يعدد أخطاء العمري ويصدر بياناً.. وحتى أصحاب الأقلام الخضراء لم يعد لديهم حديث سوى عن ظلم الصافرة وغياب العدالة.. حتى غدت المقالات أشبه بالبكائيات.

لكنهم وباتجاه معاكس تماماً وفي تناقض صارخ -وحتى كتابة هذا المقال- يحجمون عن طلب طاقم تحكيم أجنبي للقائهم مع الشباب في جدة بعد أسبوع.. ولا أدري أين ذهبت كل تلك الشكاوى ولماذا نزفت كل تلك المحابر وهاهو الفريق يفرط بحقه في طلب حكم أجنبي.. خصوصاً واتحاد الكرة مشكوراً رفع العدد إلى إمكانية طلب خمسة أطقم أجنبية.

بظني لا تفسير لهذا التناقض الفاخر إلا أحد أمرين: فإما أن النادي الأهلي يعاني مادياً وليست لديه القدرة المالية لتحمل نفقات طلب حكام أجانب.. وهذا الأمر أستبعده تماماً لمعرفتنا بالإمكانات المادية لقلعة الكؤوس.. وإما أن السبب هو الضغط على الحكام في الجولات المقبلة وأن كل ما حدث من تذمر وتأفف من الحكم المحلي لم يكن سوى ذرٍّ للرماد بالعيون عن حال الفريق.. وبظني ومن قراءة بسيطة لحال المنافسة الآن أعتقد أن السبب الأخير هو الأقرب للحقيقة.. إلا إذا ما حدث وتقدمت الإدارة الأهلاوية بالطلب وحضر الحكم الأجنبي في الملعب.. فعندها علينا أن نصفق لتلك الخطوة.

خاتمة:

سئل لقمان: ممن تعلمت الحكمة؟!

قال: من الجهلاء.. كلما رأيت منهم عيباً تجنبته.

تويتر: @sa3dals3ud

مقالات أخرى للكاتب