11-09-2014

البرامج الفضائية.. محاضن التعصب والإساءة!!

ماذا يحدث في (بعض) البرامج الرياضية؟ وكيف تحولت من أداة للتثقيف وزيادة الوعي والحد من التعصب ومناقشة المشكلات والبحث عن الحلول إلى نقيض ذلك كله.. فهي الآن أداة للتسطيح ورفع درجة التعصب وخلق مشكلات هامشية من لا شيء تزيد من حالة الاحتقان وتحول ضيوفها ومحلليها إلى أضداد صريحين للأندية المنافسة، وتجعل بينهم حالة جدل عقيم لا تنتهي إلى شيء ولا تفيد المشاهد بشيء، وتقديم معلومات مغلوطة مكذوبة هي أقرب لهوى المتحدث ورغباته فقط، والمضحك المبكي أن ذلك كله يكون برعاية من معد أو مذيع البرنامج الذي لا يهمه في النهاية إلا أن يكون برنامجه حديث الشارع - دون أن يهمه كيف يتحدث الآخرون عنه- وأن يضمن أعلى نسبة مشاهدة، دون أن يفكر في العواقب التالية ودون أن ينظر إلى المصلحة العامة.

في السابق كانت القنوات محدودة والبرامج معدودة على نصف أصابع اليد الواحدة، ومع ذلك كانت تقدم مادة جيدة سواء من الناحية الخبرية أو المتابعة والتحليل، أما اليوم فهي على (قفا من يشيل) وعلى الرغم من ذلك يندر أن تجدها ناقشت موضوعاً مهماً، أو خرجت بتوصية نافعة، أو حلت مشكلة قائمة.

معظم البرامج الرياضية اليوم تسير للأسف في خط بياني منحدر، مشكلتها أنها فهمت الإثارة بالمقلوب، ومشكلتها أنها لا تعرف كيف تختار الموضوعات محل النقاش ولا الضيوف القادرين على النقاش والحوار البناء، وأن بعض المحللين والضيوف قد فهموا الأمر بالخطأ، فأصبحوا مجرد (محامين) لأنديتهم، (محاربين) للأندية المنافسة، ومع التطبيل الذين يجدونه في مواقع التواصل الاجتماعي يعتقدون أنهم أصحاب قضية ويتبنون الرأي (الأحادي) و(ويلك ياللي تخالفنا يا ويلك ويل).

هنا لن أبالغ إذا قلت إن معظم ما نشاهده اليوم فيها مجرد (هياط) و(صراخ على الفاضي) والمحزن المؤسف المؤلم أن بعض من يتصدر المشهد قد تجاوز الخمسين من العمر، وأنهم ممن يعدون أهل خبرة في المجال الرياضي، وبعضهم تجاوز عمره الإعلامي الـ30 عاماً وهم من كان يؤمل فيهم الإضافة وتقديم الجديد، وعدم الولوغ في مستنقع التعصب والتسطيح بهذا الشكل الذي جعلهم (وهذا واقع) محل تندر حتى من يشاركونهم الميول، لكنهم قبلوا لأنفسهم هذا الواقع ولم يجدوا بأساً من السقوط في المحذور، مادام يوافق هواهم ويجعلهم محل الذكر.

واقع بعض البرامج الرياضية اليوم نذير سوء على الرياضة، والوضع يتطلب التدخل العاجل من أصحاب القرار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والأهم من ذلك كله أن تعرف القنوات التي ترعى مثل هذه البرامج مسؤوليتها وتلتزم بها، وأن تجعل المهنية الحقيقية شعارها الوحيد في العمل، وأن تعرف كيف تختار معدي ومذيعي هذه البرامج ذات التأثير الواسع، وأن يكونوا من المتخصصين المؤهلين علمياً وعملياً للتصدي للمشهد، فكون المذيع أو المعد وأو الضيف صحفيا أو كاتبا سابقا أو حاليا فهذا لا يكفي لأن يتسلم دفة الحوار والمحاورة والحديث، وحري بالمسؤولين أن ينظموا دورات تأهيل للمذيعين والمعدين، خاصة أصحاب المؤهل العلمي المتدني، لاسيما وأن كل البرامج مباشرة ولا يمكن معها إصلاح ما يظهر على الهواء أو منتجته بعد ذلك.

أعتقد أن العقلاء يرفضون ما يدور في معظم البرامج التي أصبحت محاضن خصبة للتعصب، وبعضهم هجر متابعتها فهي لم تترك الإساءة للأموات ولا للأحياء، وإذا ما استمر حالها كما هو اليوم فلن تجد غداً من يشاهدها أو يتحدث عن محتواها، وفي النهاية كما يقال: (لا يصح إلا الصحيح).

كنت في حديث عابر مع واحد من أهم الإعلاميين الرياضيين السعوديين وأكثرهم خبرة وممارسة عن أحد البرامج التي يموج بها الفضاء كل مساء، فقال: (ما يحدث مؤسف مخجل) وزاد: (بعد كل هذا الخبرة والتجربة في الإعلام الرياضي أخجل من الظهور في مثل هذه البرامج.

مراحل... مراحل

- اقتربت مواجهة الهلال مع العين، والغريب أن بعض غير الهلاليين ينتظرها أكثر من الهلاليين أنفسهم، هؤلاء يعانون كثيراً من انتصارات الهلال ويخشون من استمرار زعامته للقارة الآسيوية.. وهو على كل حال زعيمها حتى لو خسر اللقب.

- مشكلة الهلال الهجومية ليست وليدة اليوم، وكثيرون طالبوا إدارة النادي بالتنبه لها، لكنها لم تفعل، وأخشى أن يدفع الفريق الثمن.

- نقل مباراة الهلال ونجران وتقديم مباراته مع الفتح أصبحت محل تأثير على المنافسة وربما أيضاً يكون لها دورها في تحديد البطل، هكذا صور البعض القرار الذي تم بموافقة الناديين.

- الذين لم يتركوا قضية هلالية لم يتحدثوا فيها التزموا الصمت أمام مطالب الرائد ودلهوم... وهكذا فإن قضاياهم وموضوعات برامجهم تكون بالتفصيل وحسب الطلب!!

- بالمناسبة... دلهوم ما يستاهل.

- مباراة وأهداف ولم يجد المذيع ما يسأل مدرب نجران عنه إلا: (أخذوا رأيك بنقل مباراة الهلال؟).

- فرض 10 ريالات على كل مشجع مقابل حضور تمارين الهلال حق من حقوق النادي، لكن من حقوق المشجع أيضاً أن يحصل على خدمة ممتازة ومدرجات نظيفة، وتعامل جيد، مقابل ما يدفع من مال... ولو كان بسيطاً.

sa656as@gmail.com

aalsahan@ :تويتر

مقالات أخرى للكاتب