رسالة إلى سمو وزير التربية والتعليم

مشاكل المعلمين والمعلمات.. لا حل لها بعد الله إلا خالد الفيصل

في بداية كل عام يكثر الحديث عن التعليم ومشاكل التعليم.. واستبشر الجميع خيراً بتعيين الأمير خالد الفيصل بهذا المنصب الذي يستحقه بكل جدارة. وكل ما نتمناه من سموه زيارة لإدارة تعليم الرياض بالتحديد، وذلك ضمن جولاته التي يقوم بها بشكل مستمر، وسيجد الكثير من المشاكل وهموم المواطنين. فمن منا لا يوجد لديه أحد مرتبط بالتعليم بشكل أو بآخر. وقد شاركت العام الماضي بتعليق في عدد الجزيرة رقم 14966، الذي نُشر بتاريخ 13 ذي القعدة 1434هـ، عن هموم المواطنين من التعليم، ولمست تغييراً شكلياً فقط، أما المضمون فلم يتغير. وقد انتقدت بعض إدارات التعليم، وأن المسؤولين لا يقابلون المواطنين للاستماع لهم نهائياً، لكن الآن تغير الوضع؛ فالمدير العام شخصياً يخرج لمقابلة الجمهور، وأيضاً مديرو شؤون المعلمين في إدارات التعليم قاموا بوضع موظفين لخدمة زملائهم المعلمين من خلف حواجز زجاجية لاستقبال أي استفسار، وهذا هو ما يشاهَد، لكن الواقع عكس ذلك، وللأسف الشديد ليتهم لم يفعلوا؛ إذ إن خروجهم مسكّن لأي مراجع دون فائدة تًُذكر، ولم أجد شخصاً خلال زياراتي المتعددة تم الالتفات والاستماع لمشاكله. إن أي شخص حضر وقابل المسؤول وتم حل مشكلته كان الحل مجرد مهدئات ووعود لا قيمة لها..

يا سمو الأمير، أرجو متابعتكم بإرسال من تثقون به للاطلاع على إدارة تعليم الرياض، وستجد ما لا يسر.. فهذا رجل كبير السن يجلس تحت ظل الشجرة في هذا الحر اللاهب، ينتظر ابنته أن تنهي مراجعتها وأوراقها في القسم النسائي، ورجل آخر حضر من خارج الرياض لإنهاء معاملة لابنته، وهذا يرغب بنقل زوجته، ناهيك عن تذمر المراجعات لسوء المعاملة من العاملين في القسم النسائي.. وبالإمكان إيفاد أحد من الوزارة للدخول في المدارس وسؤال المعلمات عن مشاكلهن التي لا تنتهي، وهمومهن وتذمرهن من إدارة شؤون المعلمين بالتحديد. وعند مراجعة القسم الرجالي ستجد مشاكل لا يمكن حصرها أو عدها، ولا يتسع المجال لذكرها، وما خفي كان أعظم من استعلاء وسوء تعامل العاملين وأصحاب الحل والعقد.. فجل همهم كيف يتخلص من هذا المراجع بإعطائه أي مسكن ووعد لا قيمة له، أو وريقة يشرح فيها شرحاً لا معنى له.

لقد استبشرت خريجات الكليات المتوسطة بالأمر الملكي الكريم بتعيينهن، اللاتي بلغ عددهن ما يقارب الـ21 ألفاً، وتم تعيينهن إداريات في المدارس الحكومية، لكن لم يتم تعيينهن حسب الرغبات وبالقرب من منازلهن، وعذرهم في ذلك أن المدارس مكتفية. والغريب أن بعض المدارس بها أكثر من 25 إدارية، وأخرى 5 إداريات. فواحدة تسكن في شرق الرياض وتُعيّن في جنوبها، والأخرى في أقصى الشمال وتُعيّن في أقصى الجنوب.. أليست هذه المعلمة أو الموظفة ربة منزل أم تم نزع هذا المسمى منها لتصبح موظفة ولا بد أن تتحمل أعباء الوظيفة؟ وهل ستترك أطفالها وتخرج قبل خروجهم لمدارسهم؟ أيضاً ناهيك عن صعوبة إيجاد المواصلات؛ إذ زاد استغلال السائقين بسبب ذلك، وأيضاً سوء تنظيم إدارة التعليم في توجيه الإداريات، ناهيك عن بُعد مقر العمل في ظل الازدحام الصباحي في مدينة الرياض، ولو تم وضعهن حسب رغباتهن لخف الزحام ولو قليلاً.

لقد قال لي أحد الزملاء إن زوجته انتقلت من شرق المملكة لشمالها، وبعد تسع سنوات من العمل في التدريس والعمل الشاق يتم تعيينها لتدرس في الفترة المسائية من الساعة 11.30 إلى الساعة 5.15 مساءً، دون أخذ رأيها ومراعاة ظروفها العائلية وظروف أطفالها.

إننا نأمل من سموكم وقوفكم الشخصي على هذه الحالات، ونعلم أن بابكم مفتوح يومي الأحد والاثنين من كل أسبوع لاستقبال المراجعين، وإنهاء همومهم، لكن أن عولجت مشاكل منسوبي التعليم من جذورها وتحققت رغباتهم فستقل المشاكل، ولا يحتاج الأمر للذهاب للوزير لمعالجة مشاكلهم. كلنا اعتزاز بمقدمكم على رأس التعليم، وكلنا أمل وثقة بأن تعالج وتصحح أوضاع المنتسبين للتعليم، وأن يعامَل المعلم أو ولي الأمر بكل احترام، وأن تلبَّى طلباتهم حسب النظام والإمكانية وبحدود المعقول، ولا نطلب المستحيل، فهي طلبات متواضعة لهذه الشريحة التي أُهملت كثيراً، وآن الأوان لرد الجميل والالتفات لهم لتحقيق ما يتمنون؛ فهم من يقوم بتهيئة جيل قادم يخدم هذا البلد.

- عبدالله السيف