عبد العزيز بن عياف: صمتك يكرمك وحديثنا نكرم به أنفسنا

د. طلال بن سليمان الحربي

هي لغة الكبار ليس فقط حين يتحدثون بل حين يصمتون على إنجازات أظهروها وتضحيات قدموها، هي لغة العمل بصمت وليتحدث عني عملي، لكننا في زمن الآن نسعى فيه ليس فقط أن نرشد الناس كيف ينجحون بل أيضا نقدم لهم من سبقهم في دروب النجاح والتميز ليكونوا لهم قدوة وأمامهم أنموذجا يحتذى به، الحالة تنطبق تماما مع سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض سابقا أو كما أحب أن أسميه الأستاذ حيث إنه قد مارس مهنة التدريس سابقا، وأعلم أنه تقلد عديد الأوسمة ولكني هنا أكتفي بذكري أنه قد فاز بجائزة أفضل مدينة عربية في العام 2009، حين تسطر في هذا الرجل عباراتك تجد أنه ينكر ذاته ويركز على العمل نتائجه لكنه العصر الحديث أيها الأستاذ فكل مدخلات الإنتاج مهمة وعلى رأسها الشخوص التي خططت وعملت ونفذت، ليس فقط من باب أن لا يهضم حق إنسان بل أيضا من باب أن يعرف الجميع ويؤرخ تاريخ الرياض الناصع البياض بكل حيثياته وجزيئياته.

أمانة منطقة الرياض عموما وفي الوقت الحالي تمضي قدما نحو التطوير والتحسين ومنها ما هو قد خطط سابقا قبل الإدارة الحالية، ومنها ما هو حديث جديد لكن في النهاية كله فريق عمل واحد وكتلة واحدة بالأمناء السابقين أو الحالي أو اللاحقين، لأنه منظومة عمل مستمرة كخلية النحل يكمل الواحد فيهم الآخرين، وكثيرا ما أتناول في مقالاتي أعمال الأمانة ومشروعاتها مشيدا ومنتقدا وموجها، لكني أذكر أنه حين يكون الحديث عاما عن الرياض كمدينة عصرية وعاصمة الدولة فإن الأستاذ دائما ما يدلو بدلوه وينيرنا بفكره ويوضح بعضا من الأمور التي كانت في عهده، هو يسعى لتقديم المعلومة الصحيحة بحكم عمله أمينا للرياض سابقا وبنفس الوقت بحكم خبرته والأهم بحكم عشقه للرياض بكل حروفها وتشكيلاتها.

اليوم في العام 1435 نحن في ثورة إنشائية تنظيمية في الرياض أو إن صح التعبير نحن في انقلاب على الواقع لتحسينه وإخراج واقع جديد يسهل على الناس حياتهم، لكن أبدا هذا لا يمنع أن نكرم الذين أوصلونا إلى هذه المرحلة وقادوا المسيرة في ظروف حقيقة بالمقارنة مع ما هو قائم اليوم صعبة وصعبة جدا، نعم الوضع في الرياض اليوم بصورة عامة أصعب لكن بالنسبة للإدارة والتخطيط فإن التكنولوجيا الحديثة المتوفرة سهلت كثيرا على المخططين والمشرفين والمنفذين، ودائما أبدا يبقى الإنسان بما وهبه الله من عقل وحلم ورؤى هو الأهم في المعادلة كلها، وتكريم الأستاذ بن عياف آل مقرن ليس فقط لشخصه وإنما لحقبة من رجالات الرياض منهم من رحل ومنهم من لا يزال جنديا ينتظر الفرصة ليخدم وطنه.

حضرة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن حين تصمت عما أنجزت فأنت بينك وبين نفسك قد كرمتها، وحين نتحدث نحن عنك فإننا فعليا نكرم أنفسنا بأنه حين تكون الرغبة والقدرة متوفرة فإن الوطن والرياض السعيدة هم أول من يجب أن يستفيدوا، لا تقل يا استأذنا إنك لا تحب من يمدحك أو يكتب عنك شاكرا لأننا حين نفعل فإننا نمدح الروح الوطنية السعودية المغروسة فينا ونشكر الله على ما حبانا وأنعم علينا، ويكفيك منا بقدرك أنت أن نقول لك شكرا ولكن هل من مزيد.