14-09-2014

من يعيد لمجتمعنا الرياضي احترامه ؟

** لا مجال للمراوغة أو المكابرة.. ولا لدسّ الرؤوس في الرمال.

** كثرة الضجيج، وارتفاع نبرات (الهياط)، والتزاحم والتهافت على دوائر الضوء، وترك الأبواب مشرعة (للسفهاء) لكي يشكلوا ملامح المجتمع وبالتالي تشكيل انطباعات الغير عنّا.. كل هذه المداخل والمخارج، لا يمكن أن تضعنا في خانة التفوق، أو القدوات، تحت هذا المبرر أو تلك الذريعة، خصوصاً في حال وضع كشف حساب ( أمين ) ودقيق بالأرباح والخسائر؟!.

** للمرة الثانية يضعنا الأشقاء في الإمارات في موقف لا نحسد عليه، قلت للمرة الثانية بينما هي أكثر من ذلك ولكن من باب (الحر تكفيه الإشارة).

** المرة الأولى: عندما تصدّت السلطة الرياضية هناك للمدرج الذي أساء للمواطن السعودي (ياسر القحطاني) بكل حزم وشجاعة.. على الرغم من أن تلك البضاعة الفاسدة من ماركة (صنع في السعودية)، ولسان حال ذلك المدرج يقول: بضاعتكم ردت إليكم، ولا سيما في ظل تخاذل سلطتنا الرياضية في حينه عن التصدي لها مما شجع الآخرين ودفعهم دفعاً على تداولها بتلك الأريحية، غير أنهم لم يفطنوا إلى فوارق استشعار المسؤوليات بين سلطة رياضية وأخرى، لهذا وقعوا في الممنوع ودفعوا ثمن تداول تلك البضاعة الفاسدة في حين أفلت منتجها ومصدّرها وفق الفوارق التي ذكرتها آنفاً بين سلطة وأخرى؟!!.

** الثانية: منذ أيام قلائل خرج أحد المعلقين الإماراتيين عبر تويتر مستغلاًّ مناسبة قرب لقاء الهلال السعودي بشقيقه العين الإماراتي لينفث سمومه السوداء، وأحقاده الصفراء التي (شربها من المستنقع إياه) الذي شرب ويشرب منه بعض منهم على شاكلته هنا، لكنه سرعان ما انبرى له أحد نبلاء الإمارات الأجلاّء ليلقمه حجراً، محذراً إياه من ممارسة تلك الوضاعة وذلك الدّسّ بين الأشقاء.. ولأن النبيل قد أدرك أن لذلك (المريض) بعض الحسابات التي ترتبت على فشلاته وسقطاته عندما كان بيننا، وأنه ينتظر الفرصة لتصفيتها، لهذا أنذره بأن عليه تصفية حساباته بعيداً عن شرف التنافس بين الأشقاء، مختتماً تحذيراته له بتلك العبارة التي (أوجعتني) جداً حين غرّد له قائلاً: لا تحاول نقل احتقان الكرة السعودية إلى الكرة الإماراتية التي لا مكان فيها لمثل هذا التعاطي.. ما يعني أننا أصبحنا مضرب الأمثال، ليس على صعيد التقهقر إلى الخلف كروياً، وإنما على صعيد المعايب والمخازي؟!!.

** معلوم أن هذه الخسائر لم تأت من فراغ، وإنما هي نتاج ممارسات تراكمية على مدى سنوات.. ومعلوم أيضاً لماذا وكيف، ومن أين انطلقت شرارة العبث والتشويه، ومن حمل لواءها (وأوزارها)، كان هذا في البدايات، ولكن مع التخاذل في ضبط الأمور تحولت المسألة مع الانفتاح الفضائي المحموم إلى بضاعة رائجة، إذ وجدت فيها الفضائيات مادة بخسة الثمن من السهل الحصول عليها، وشيئاً فشيئاً تحولت إلى معاول هدم وتشويه للقيم والأعراف وبالتالي تشويه المجتمعات بشكل عام.. ولعل القارئ الكريم يتذكر كم هي المرات التي كتبت وكتب غيري حول البؤر المنتجة والراعية لمشروع التشويه.. وكم حذّرنا من مغبّة ترك الحبل على الغارب للإعلام الرياضي الفضائي، وبعض الإعلام المقروء الذي تبنى وما يزال يتبنى ذلك النهج التدميري، ولاسيما بعد أن ثبت للقاصي والداني بأنه يقودنا إلى نفق مظلم، ولكن لا حياة لمن تنادي؟!!.

** نعم: الإعلام الفضائي، وتحديداً الرياضي، إنما هو يشتري منا ويبيع علينا.

** وليس سراً أن من يمتلك ذلك الإعلام الفضائي هم من التجار أصحاب الثراء الفاحش، ولذلك فإن المسألة في قاموسهم تجارة في تجارة، ولا تعنيهم القيم الاجتماعية، ولا المصالح العامة من قريب أو بعيد، حتى وإن ادّعوا - زوراً - عكس ذلك، والفيصل في هذا الأمر هو الواقع المعاش بحذافيره.. بالتأكيد تريدون بعض الأمثلة، حسناً.

** كلنا يتذكر البرنامج (التخريبي) الذي استحدثته إحدى القنوات الخليجية قبل بضع سنوات في سبيل استعادة بعض من حضورها على حساب المجتمع الرياضي السعودي، إذ استأجرت لتلك المهمة ثلة من المحسوبين على إعلامنا، وكلنا يتذكر ما قامت به تلك الثلة من ممارسات قبيحة بحق المجتمع السعودي عامة، والرياضي خاصة.. وحين استنفدت القناة غايتها منهم نبذتهم، ليستقبلهم إعلامنا الرسمي والتجاري استقبال الفاتحين بدلاً من تحجيمهم لقاء صنيعهم المعيب، وأذكر أنني كتبت في ذلك الوقت متحدياً أي وسيلة سعودية، رسمية كانت أو تجارية، فيما لو فكرت في استحداث برنامج مماثل في الأهداف والغايات، أن تجد في طول دولة الإمارات الشقيقة وعرضها إماراتياً واحداً يقبل القيام بمثل ما قام به أولئك الأشاوس، ثم ختمتها إحدى صحفنا المتخصصة مؤخراً باستكتاب قائد تلك (الأوركسترا)، كي يتكرم علينا ببعض أطروحاته في الأخلاق، وفي ما يجب وما لا يجب!!.

** مثال آخر: أحد أكبر أعضاء الشرف في أحد أكبر الأندية لدينا، وأحد أشهر الداعمين له، يمتلك قناة فضائية، وحين تنظر إلى توجّه ونتاج برنامج قناته الرياضي، لا بد أن تعتريك الدهشة من قمة رأسك إلى أخمص قدميك، ويزداد معدل الدهشة عندما تعلم بأنه أكبر الداعمين لذات البرنامج، وحين تبحث عن السبب تجده ينحصر في التنافس مع قنوات أخرى على التغني بنسب ومعدلات الإثارة والمشاهدة وهكذا.. أما من يسألني عن إعلامنا الفضائي الرسمي فأقول له: في فمي ماء !

الخلاصة:

** مما تقدم يتضح بأن معدل الأضرار التي لحقت بسمعتنا كمجتمع رياضي عال جداً، وأن الثمن الذي دفعناه نتيجة تخاذلنا وتقاعسنا عن ضبط الانفلات أولاً بأول ثمناً باهظاً جداً.. إذ من السهل والمقبول أن نضحي بالبطولات الكروية وما في حكمها، على أنه من غير المقبول أبداً التضحية بحقنا في أن نكون موضع احترام الغير، وليس مضرب أمثالهم، ومثار سخريتهم على غرار ما يجري في هذه الآونة، بعد أن كنا مضرب الأمثال في الرقي وفي التعامل الأمثل جنباً إلى جنب مع تحقيق أروع وأغلى المكاسب الرياضية وغير الرياضية.

مقالات أخرى للكاتب