15-09-2014

إعدام داعش للرهائن الغربيين تشويه إضافي لسمعة الإسلام

دون الاهتمام بما تثير أفعالهم من بغض وكراهية للإسلام والمسلمين، يواصل تنظيم داعش الإرهابي ارتكاب الجرائم غير الإنسانية، المتمثلة في ذبح الرهائن الغربيين، وتصوير تلك الأعمال الوحشية الفظيعة، ونشرها وبثها فضائياً وتلفزيونياً. ويهدف التنظيم إلى بث الرعب ونشر الخوف في أوساط الغربيين ظناً واعتقاداً خاطئاً من قيادات التنظيم الإرهابي أن هذه الأعمال الوحشية الفظيعة ستجعل الشعوب الغربية تضغط على حكوماتها لوقف جهودها في التصدي لإرهاب داعش، وتوقف مشاركتها في الجهود الدولية الساعية للقضاء على إرهاب داعش والجماعات الإرهابية الأخرى.

أمس الأول ارتكب التنظيم الإرهابي ثالث جريمة بشعة ضد الرهائن الغربيين، وجميعهم من الأبرياء، بل من الأشخاص الذين يخدمون الحقوق، وحضروا من بلدانهم لتأدية واجبات تخدم القضايا الإسلامية والعربية. فالصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف نشرا العديد من الأعمال الصحفية والتلفزيونية التي عرّفت بما يجري على الأرض السورية، وكانت تقاريرهما وأعمالهما الصحفية تقدم خدمة للثوار السوريين. أما الضحية البريطاني ديفيد هيتز، البالغ من العمر 44 عاماً، فهو يعمل في الحقل الإنساني منذ عام 1999م، وجند نفسه في مساعدة الشعوب والجماعات التي تتعرض للإيذاء من خلال نشاطه في جمعيات الإغاثة، وقبل وصوله إلى الشرق الأوسط، وبالتحديد إلى سوريا، عمل في جمعيات الإغاثة في دول البلقان، وقد خُطف من قِبل عناصر داعش الإرهابية فوق الأراضي السورية في آذار - مارس من عام 2013م.

هؤلاء الضحايا الثلاث خدموا القضايا الإسلامية والعربية أكثر مما يخدمها تنظيم إرهابي كداعش، الذي يرسخ صورة بشعة عن الإسلام والمسلمين.

ولهذا فإن مواصلة ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة والرهيبة، التي تنفر الناس جميعاً من المسلمين، تدخل ضمن الأعمال التي يريدها أعداء الإسلام، الذين أوجدوا هذا التنظيم.

وهذه الأعمال تأكيد جديد على أنه تنظيم معادٍ للإسلام والمسلمين، وأن من سهلوا قيامه وساعدوا على انتشاره لا يريدون خيراً للإسلام والمسلمين، وإنما جعلوا منه أداة لتنفيذ أجنداتهم ومخططاتهم التي تهدف إلى خدمة أنظمتهم القمعية التي أدت إلى نشوء وتنوُّع المنظمات الإرهابية التي تدعم بقاء هذه الأنظمة بأفعالها المشينة، والتي لا تقرها الأديان السماوية ولا الأخلاق البشرية.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب