15-09-2014

أليس في الإمكان الاستغناء عن الحقيبة المدرسية؟!

ما أن يقترب العام الدراسي من بدايته حتى تبدأ المراكز التجارية من مكتبات (وأبو ريالين) وحتى البقالات في عرض الحقائب بأنواعها المختلفة والكراسات بألوانها المختلفة وتنشط المدارس الخاصة في تحديد أسماء الكتب المطلوب شراءها والملابس أيضاً بأسعار خيالية.

ويبلغ وزن الحقيبة المدرسية في بعض الأحيان أكثر من خمسة كيلوات، وأحياناً تصل إلى أقدام الطفل خاصة إن كان قصيراً وصغير القامة، وهو منظر نراه كثيراً والطفل منكب على وجهه لكي يتوازن مع الحقيبة حتى لا يسقط، وطبعاً الطالبات كذلك.

والكثير من الطلبة والطالبات الآن لديهم الحاسب اللوحي ويستعملونه في الألعاب ويجيدون قراءته ويعرفون حروفه ويفكونها حيث أصبح سعره في متناول الجميع، فلماذا لا نستبدل الكتب التي ينفق عليها الكثير في الطباعة ثم ترمى في نهاية العام الدراسي لماذا لا تستبدل بالحواسيب ومن لا يستطيع أن يشتري يمكن للوزارة أن توفر له حاسوباً لوحياً، فيمكن لكل طالب وطالبة الدخول على المعلومات وتأمين هذه الحواسيب على نفقة وزارة التربية والتعليم.

ولقد اهتمت الدولة - رعاها الله - بالتعليم وتنفق المليارات من أجل تطوير المناهج والمعلمين والمباني الدراسية، وما برنامج خادم الحرمين الشريفين رجل التعليم الأول إلا دليل على هذا الاهتمام الذي من ضمنه تسهيل وتوصيل المعلومة للطالب والطالبة بأقصر وأسهل الطرق، حيث إن ميزانية التعليم هي الثانية بعد ميزانية وزارة الصحة.

فلماذا لا يتم استبدال الكتب المطبوعة بالحواسيب وتدريب المعلمين والمعلمات على التعليم بواسطة الحاسب اللوحي والاستفادة من التقنيات الحديثة، حيث سيكون التعليم على الحاسب الآلي عامل جذب للطالب والطالبة ويرحمهم من حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة ذهاباً وإياباً من وإلى المدرسة.

بالإضافة إلى ذلك سوف يتم الاستغناء عن الكراسات والأقلام والبرايات والمساحات والتي تكلف الأب سنوياً مئات الريالات والبعض منهم من محدودي الدخل والبعض منهم يتلقى الإعانات من الضمان الاجتماعي، فلو فرضنا أن ولي أمر طالب لديه عدد أربعة من الأولاد ذكور وإناث فإن تكلفة الأدوات المدرسية سوف تصل إلى ألف ومائتي ريال على أقل تقدير بمعدل ثلاثمائة ريال للواحد منهم، كما يمكن أيضاً تقليص المناهج وحذف المعلومات غير المفيدة التي يتم تلقين الطالب أو الطالبة بها دون معرفة معناها أو فك حروفها مجرد حشو للذهن بحيث تواكب المناهج التعليمية في الدول المتقدمة والتي تدرس بالفعل لدينا بالمدارس الخاصة، ولا يحتاج الأمر سوى فك وترجمة تلك المعلومات ووضعها بصورة تتناسب مع بيئتنا الخاصة وتطويرها لكي تتماشى مع عقول أبنائنا وبناتنا.

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

مقالات أخرى للكاتب