الوطن أمانة في أعناقنا

نبيل حاتم زارع

الوطن أغلى ما يملكه المواطن والدفاع عنه هو شرف لكل واحد منا ونحن كسعوديين أصبحنا نلاحظ الانحراف الفكري لدي البعض، مما أدى إلى تعرض بلادنا إلى موجة من أعمال التخريب والإرهاب، وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية عن رقم خاص من أجل إسهام المواطن في أمن وطنه والمبادرة إلى الإبلاغ عن أي نية للعمليات الإرهابية، في حال ملاحظة وجود أي معلومة تجاه جهة أو أشخاص تنوي عملا إجراميا إرهابيا يسيء للوطن العزيز، وهو بلا أدني شك واجب وطني لا نحتاج فيه إلى تنبيه لأن هذا عمل يهدد استقرارنا واستقرار أبنائنا واقتصادنا، لذلك يجب أن تكون المبادرة من المواطن واجبة دون أي انتظار لتوجيه أو إرشاد، لأن من المفترض أن التوعية بأهمية المحافظة على المكتسبات الوطنية متأصلة في كل مواطن منذ نشأته وهذا هو دور الأسرة والمؤسسات التعليمية وغيرها.

ولكن الخطورة في جانب آخر وهو أسلوب التحريض من قبل أعداء الوطن من داخله، وهذا العمل أخطر من التنفيذ حيث يتم تمرير بعض الأفكار والآراء إلى بعض الشباب المستهدف وبصورة خطيرة، فهو يقدم أفكاره الهدامة مع مبرراته ويعمل على ترسيخها بكل السبل، ويبدأ بالتمرير من خلال الوسائل المتاحة مثل استخدام رسائل الجوالات والواتساب والتغريدات، وحين يجد أن المتلقي يرفض أو يناقش يبدأ باستخدام مسار آخر في التحريض والرد، وهو التكفير وإلقاء التهم الشعائرية والتحدث معه في الغيبيات ودخول النار والموقف أمام الله يوم القيامة ورهبة الموقف وبأسلوب مفجع نتيجة عدم تأييدك لرسائله التحريضية التي تدل على أنه لا قيمة وطنية لديه بل يعيش في خيراته ويطعنه في الخلف.

لذلك أنا دوما أتساءل عن كيفية التعامل مع هذه الفئة حتى ولو كان قريبا لك أو صديقا أو زميلا في العمل، فلا بد أن يكون التعامل معه بكل حذر وعدم التردد في التعريف به لدى الجهات المعنية وحتى أيضاً داخل المحيط الذي يعيش فيه سواء أهل وأقاربه وأصدقائه على الأقل من باب العلم بالشيء، لأن المسألة ليست إلقاء تهم جزافاً وبصورة عبثية ولكن على الأقل من خلال كشف أفكاره الضارة..

فالكل يعرف أنهم في السابق كانوا يستخدمون أساليب ملتوية ضد كل من يقف أمامهم وكل من لا يأتي على هواهم، حيث يبدأون في تصيد أخطائه ويقذفونه بتهم شرعية وأنه ضد الدين والشريعة وضد العلماء ويكون الشخص عدوا لهم لمجرد أن هذا المواطن فضح آراءهم على الملأ ويناقشهم بصورة حضارية وهو أفضل من الذي يسكت عنهم.

كما أحب أن أنوه بأن جميع هؤلاء خطر على المجتمع وعلى أمن الوطن، والأكثر خطورة هم الذين يعملون في الخفاء ويحرضون ضد الدولة (حماها الله) ويغرد في تويتر باسم وهمي مؤيداً لتفكير أعداء الوطن .فعلينا الحذر لحماية هذا الوطن الغالي علينا جميعا.