21-09-2014

تعليمنا: متفائلون وقلقون

يجمع كل الناس بكل أطيافهم على أنّ التعليم هو اليوم الخيار الوحيد المتاح لأي أمه تريد أن تصحو من سباتها، وتأمل أن تنهض من كبوتها، ولكن في المقابل يختلف هؤلاء الناس كثيراً في تقييمهم لواقع التعليم، ويتباينون في رؤيتهم للتعليم ولما يجب أن يستهدفه التعليم وكيف يحققه. فمن جهة هناك اليوم من هو غير متفائل بقرب انفراج أزمتنا التعليمة، بل إنّ البعض منهم يرى أنّ تعليمنا المتواضع هو قدرنا اليوم في ظل المناخ الاجتماعي الثقافي السلبي السائد الذي ينفذ فيه التعليم ، بل هم يؤكدون أنّ التعليم لن يتطور إلا بتغيير جذري يهز الواقع التعليمي ويتجاوز التغييرات الشكلية الخادعة، ويخترق كل ما هو محصن بمسلّمات اخترعناها، ولذا فهؤلاء يرون أننا قد نحتاج إلى معجزات وسنوات طويلة لنخلق واقعاً ومناخاً عاماً جديداً يسمح بتغيير وتطوير التعليم. ويؤكد هذا الفريق أنّ المعجزات لا يصنعها إلا قادة من طراز خاص قلّما يجود بهم الزمن، ويقف خلفهم إرادة سياسية صلبة،

من جهة أخرى هناك من هم متفائلون بتطوير تعليمنا، وهؤلاء ينطلقون من الحيثيات التالية: 1- اتساع هامش حرية النقد، وظهور مناخ عام من الحوار لا يعطي الفرصة لفريق فكري ليفرض وصايته ورأيه على الغير، 2- انفتاحنا الثقافي على العالم المتقدم وإرسال البعثات إلى أرقى الجامعات في أفضل التخصصات، 3- الوفرة المالية الكبيرة (إنْ أحسّنا استخدامها)، 4- التوسع في الجامعات (إنْ هي قامت بدورها الحقيقي)، 4- توفر المواطنين المؤهلين (إنْ تم اختيارهم في مناخ من تكافؤ الفرص).

@abdulazizomar8

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب