22-09-2014

أهداف الخطة .. وأحسن المُنى؟

إذا تمكنت بلادنا من تحقيق الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة التي تغطي الفترة من 1436- 1437 إلى 1440- 1441 فسوف نكون أسعد الناس! أهداف كبيرة تكاد تكون أماني بعيدة المنال، وذلك قياساً على الأهداف العامة للخطط التنموية التسعة السابقة، ولكن يكفينا لو تحقق بعضها وليس بالضرورة كلها.

لقد استوقفني أحد أهداف الخطة وهو: «تعزيز مسيرة الإصلاح المؤسسي ودعم مؤسسات المجتمع المدني ورفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها».

هذا الهدف من أهداف الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم الاثنين الماضي هو - في الواقع - جملة من الأهداف العظيمة التي لو تحققت فسوف تقضي على الكثير من المشكلات التي يعاني منها اقتصادنا بل وتعاني منها بلادنا بشكل عام.

لنتخيل أن بلادنا مع نهاية الخطة وقد تمكنت من رفع كفاءة وإنتاجية أجهزة الدولة وموظفيها! هذا يعني أننا سوف نقضي على التأخر في إنجاز المشاريع والتأخر في إنهاء معاملات الناس المتكدسة في الوزارات والمؤسسات والأجهزة الحكومية.

لقد أخبرنا وزيرُ الاقتصاد والتخطيط ذات مرة أن إنتاجية موظفي الدولة منخفضة ولم نكن بحاجة لمن يخبرنا بذلك فالكل يعرف هذه الحقيقة المرة من خلال التعامل اليومي مع موظفي الأجهزة الحكومية. هذه الحقيقة التي هي نتاج تراكم ظروف كثيرة منذ إنشاء تلك الأجهزة، وهي غير غائبة عن علم المسؤولين ولكنهم حائرون كيف يتعاملون معها لأنها خليط من الإحباط الوظيفي وسوء الإدارة وطبيعة البيئة الاجتماعية بل وطبيعة الوظيفة الحكومية ومفهوم «حلال الدولة» الذي يستبيح بعض الموظفين من خلاله فعل أي شيء وهم يعلمون أنهم يلحقون الأذى بمواطنين مثلهم يترددون على هذه الأجهزة ويحتاجون إلى خدماتها.

أما تعزيز مسيرة الإصلاح المؤسسي فهي ضرورة قصوى، وقد رأينا خلال السنوات الماضية كم احتجنا من الوقت والجهد لإصلاح مرفق القضاء ومع ذلك مازال أمامنا الكثير جداً في هذا المرفق وحده، فما بالك ببقية المرافق!

ومثل ذلك يمكن أن يقال عن دعم مؤسسات المجتمع المدني، فنحن في زمن أصبحت مؤسسات المجتمع المدني ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها لأي مجتمع متحضر، وربما هي الأقرب إلى نبض المجتمع وهي الأكثر حيادية وتفهماً لمشاعر الناس واحتياجاتهم، وهي التي تعطيهم فرصة المشاركة لتقرير وتحديد حياتهم بالشكل الذي يرونه مناسباً.

كل ما تقدم تم إدراجه في هدف واحد، وهناك ثلاثة وعشرون هدفاً آخر لو تحققت فسوف تتغير أشياء كثيرة في حياتنا إلى الأفضل. أما الآن فنقول، كما قال رجلٌ من بني الحارث قبل مئات السنين، إنها «مُنىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى/ وإلاَّ فقد عشنا بها زمناً رغدا».

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب