ذكرى لاستلهام حقوق الوطن وواجباته

إنَّ هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب الجميع تحلُّ هذا العام ووطننا الأبيّ يكمل بالامتداد مع الأعوام السابقة منذ أن وحَّد هذا الكيان العظيم المغفور له - بإذن الله - جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ مسيرة البناء والاستقرار والنماء التي تعاقب على نهوضها ملوك هذا الوطن الغالي ـ يرحمهم الله جميعاً ـ إلى أن حل عهد الخير مع الملك الخيّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ ؛ إذ شهد ويشهد وطننا الحبيب في عهده الزاهر ـ يحفظه الله ـ نقلة تنموية هائلة على مختلف المستويات، اقتصادياً وسياسياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً.

ولنتبين ما أنعم الله به على وطننا الحبيب من نعم كثيرة، أولها أن هيأ له قادة كراماً مخلصين صادقين.. أخذوا على عاتقهم خدمة الدين والوطن والمواطن.. وتحقيق مختلف أوجه الرفاه والاستقرار والإنماء.. وحنكة قادتنا الكرام ـ يحفظهم الله ـ بعد توفيق الله ورعايته وتسديده.. في النأي بوطننا الأثير عن الوقوع في مغبات التشظي والفتن والمهالك..

وإني لأدعو أبناء وطننا الغالي من الجيل الجديد إلى استلهام حقوق الوطن وواجباته من ولاء وانتماء ولحمة وإخلاص.. ونبذ التحزبات الفكرية الخائنة، بل رفض كل ما يوصل إليها من سبل.. محذراً الأجيال الجديدة من الحاقدين الحاسدين الذين يسعون إلى التغرير بأبناء وطننا الحبيب للانزلاق نحو مكامن التشرد والاقتتال والخراب.. تحت ذرائع باطلة وتسويغات مغلوطة، ظاهرها الزيف، وباطنها الباطل وسوء المصير.. إلى جانب التحذير من بعض الأصوات التي تتصيد الهفوات، وتقتنص الصغائر، وتعظّم الأخطاء في الوقت الذي تتعامى فيه عمداً وقصداً عن مكتسبات وإنجازات وطننا الحبيب التي لا تعد ولا تحصى..

إنَّ مقدرات وطننا الغالي وأمنه واستقراره، ومواصلة بناء مستقبله، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته.. أمانة في أعناق الجميع دون استثناء.. سائلاً الله الكريم أن يحفظ وطننا من كل شر ومكروه، وأن يسدد على طريق الخير مسيرة قادتنا وولاة أمرنا، وأن يديم أمن وطننا وأمانه واستقراره أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.

د. محمد العلم - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود للتواصل الدولي والتبادل المعرفي