وطن يزهر بالخير

تحتفل مملكتنا الحبيبة وبلادنا الغالية بيومها الوطني الرابع والثمانين، وهي تعيش تلاحماً غير مسبوق بين ولاة أمرها وشعبها وتشهد نهضة عمرانية وتنموية وتعليمية رائدة جعلتها تتبوأ موقعاً متقدماً في دول المنطقة.

مرت على المملكة 84 سنة كأنها مرور السحابة المليئة بالمطر والخير والتي يفرح بها الناس، فقد كانت تلك السنوات سنوات خير على البلاد بتوحيدها على يد المغفور له الملك عبد العزيز وانصهار القبائل والمناطق تحت راية التوحيد وتأسيس مملكة مترامية الأطراف تجمع شتات الناس وتوحد بينهم ثم أكمل بقية أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - تلك المسيرة الزكية وشابهوا أباهم.

ثم جاء عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ليكمل المسيرة فقفز بالبلاد قفزات تنموية عالية ومد يده الحانية إلى أبنائه وبناته فبدأ بتوسعة لا مثيل لها للحرمين الشريفين والعناية بالمشاعر المقدسة وأطلق برنامج الابتعاث إلى الخارج وعمل بجهد كبير من أجل توفير الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص وأصبحت المملكة ورشة عمل تعمل بصفة مستمرة من أجل إنجاز المشاريع وتحسين معيشة المواطن وصحته وزيادة تعليمه.

84 عاماً، والمملكة العربية السعودية تسمو وترتفع في سماء المجد وينتشر عطرها في الأفق وتعتلي بقيادتها الحكيمة إلى نجوم الثريا.

84 عاماً، ومملكتنا تنصر الضعيف وتغيث الملهوف وتعين على نوائب الحق وتسارع لنجدة المحتاج وتعمل لصالح الإنسانية والبشرية جمعاء جاعلة ذلك على رأس أولوياتها في الحياة ومسخّرة كافة إمكانياتها المادية والبشرية والسياسية لذلك.

84 عاماً، ومملكتنا ترفع راية الإسلام وتقيم شرائعه وتطبق حدوده وتنشر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتعمل مع المسلمين بالمشتركات التي تجمعهم وتنأى عن الخلافات حتى يبقى للإسلام تأثيره في النفوس.

84 عاماً، وقادة المملكة في قلوب شعبها يتبادلون المحبة والتقدير ويدينون بالولاء ويعملون على تقوية البلاد داخلياً بالتماسك بين الراعي والرعية والعمل الدائب على نبذ التفرقة والخلاف والسعي الدائب نحو الاستقرار والسلم المجتمعي من خلال المساواة بين أفراد المجتمع والتوزيع العادل لمشاريع التنمية وخطط التطوير.

84 عاماً، والتنمية في ازدياد وفي كل عام تفاجئنا الأخبار بالمشاريع والإنشاءات وميزانيات الخير والرخاء الضخمة حتى يعيش المواطن مستقراً وينعم بمعيشة كريمة وتتحول بلادنا إلى نموذج فريد في حسن التطوير وسرعة الإنجاز.

84 عاماً، وملوكنا يحملون مشاعل السلام في العالم ويدافعون عن الضعيف في المحافل الدولية ويقولون كلمة الحق لا يخشون إلا الله ولا يقيمون وزناً إلا للحق والعدل.

84 عاماً، وهذه الصحراء القاحلة تتحول يوماً بعد يوم إلى واحة خصبة تزدهر فيها الأعمال وتتكاثر المشاريع وتكثر الرفاهية ويصبح المواطن في رغد من العيش وقد امتلك مقومات الحياة السعيدة.

84 عاماً يا مملكة الإنسانية ويا وطن السعد وأنت تزهر بالخير والعطاء والإنسانية.

أدامك الله وطناً شامخاً وحفظ ولاة أمرنا وأمدهم بتوفيقه.

موسى بن عبد العزيز الموسى - رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات موسى عبد العزيز الموسى وأولاده