27-09-2014

محادثات سلة المهملات

فتحَ اختفاءُ ابننا المبتعث عبدالله القاضي، في لوس أنجلس بالولايات المتحدة الأمريكية، البابَ لتكهنات متعددة، معظمها يستند على افتراض أن ثمة شبهة إرهابية في هذا الاختفاء. وأظن أن من الظلم له ولعائلته، تصعيد هذه الفرضية، خاصة عبر وسائل الإعلام الرسمية، والتي تتلقفها مواقع التواصل الاجتماعي بكل لهفة، لتنشرها بإضافات ونكهات ما أنزل الله بها من سلطان، تجرح أول ما تجرح مشاعر أهل عبدالله.

إنَّ من أكثر ما إستأتُ منه في هذه المحنة التي ندعو الله أن تنتهي قريباً غلى خير، هو كشف خصوصيات عبدالله للملأ، في محاولة لربط الخيوط ببعضها، لمعرفة أين يمكن أن يكون. وهذا ليس من اختصاص الإعلام، بل من صلب عمل المحققين في الأجهزة الأمنية، ويكاد يكون النشر الصحفي لهذه التفاصيل معوقاً رئيساً لعملهم، هذا بالإضافة للإحراج الذي سيسببه للأسرة وله شخصياً، بعد أن يردّه الله.

يجب في هذا السياق أن نفرق بين حب المعرفة، والفضول السلبي لفضح خصوصيات الناس، والأخير هو ما يسيطر على غالبية مستخدمي وسائط المحادثة، فلا تكاد تصل معلومة فضائحية إلى مستخدم هاتف محمول، حتى تجدها تنتشر مثل النار في هشيم المجموعات التي يشترك بها، دون أن يكون هناك وازع يردعه عن نشر المعلومة وتحويلها إلى سلة المهملات، لمكانها الطبيعي.

مقالات أخرى للكاتب