مواطن ووطن

عذرا فقد بدأت عنواني بالمواطن قبل الوطن الذي هو محور اهتمام الوطن وقيادته، فما سأتحدث عنه هذه المرة هو المواطن ودوره الإيجابي تجاه الوطن، دائما نتحدث عن الوطن الذي نعتبره كائنا يشعر وهو بالفعل كذلك فالوطن مجموعة من الأحاسيس والمشاعر والانفعالات لذا فهو شعورنابض في قلوب الشعوب.

وقد اعتدنا دائما أن نحتفي بذكرى اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الباني جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وفي كل عام تتنوع الأفكار وتعرض طرق وأساليب كثيرة تعبر عن فرحة هي فرحة وطن بأكمله.

وفي كل احتفاء لا أنكر أن الجهود تبذل لتعزيز فكرة الوطنية ومفهوم الوطن لتصل الى مبدأ عظيم وهو الاعتزاز بالدين، الولاء للملك والانتماء للوطن، هذه الثقافة الوطنية التي آتت ثمارها في الآونة الآخيرة لتزيد من لحمة هذا الوطن العظيم بين قيادته وشعبه إلاّ أننا وفي كل عام نحرص على ذكر إنجازات هذا الوطن وماتقدمه القيادة للمواطنين والمواطنات على سبيل التعداد لا الحصر، ونحرص أيضا على ذكر إنجازات حكامنا بداية من سيرة وتاريخ المؤسس طيب الله ثراه الملك عبد العزيز صقر الجزيرة العربية إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.تلك الإنجازات التي لم تغفل جانبا من جوانب حياة المواطن السعودي وبنائه نفسيا وتعليميا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا، وبالتالي تنعكس هذه الأمور على تربيته الإنسانية والوطنية بمايحفظ كرامة المواطن السعوي كإنسان، هذه الإنجازات التي نذكر بها المواطنين في مثل هذا اليوم من كل عام دون أن نقيس مستوى الجرعات الوطنية التعزيزية ومدى إيجابيتها التي لايمكن قياسها بشكل دقيق فعلا إلاّ من خلال تطور مفهوم الاحتفاء باليوم الوطني والخروج به عن الاحتفاء التقليدي الذي يقتصر على تعداد إنجازات القادة ورفع الأعلام وترديد الشعارات والعبارات الوطنية.

فهل وصلنا لمرحلة نتغير فيها أو ننوي أن نغير فيها؟ وأن نعلم جيدا أن المواطن يعي تماما ماقدمه له الوطن ويعي جيدا واجب الوطن تجاهه؟لكن .. نحن بحاجة ماسة للاحتفاء بطريقة مختلفة و تربية جيل جديد يقدر مايحفظه بلسانه من هذه الإنجازات لهذا الوطن، ويعي تماما مسيرة الإنماء ومراحلها التي مرت بها هذه الدولة العظيمة. جيلا يعي تماما حجم المسؤولية التي تتعاظم عاما بعد عام على ولاة الأمر، جيلا يحفظ الجميل ويجتهد في رد العطاء بالوفاء، جيلا يبتعد عن التنظير ويطبق مايعلمه ويتعلمه من واجباته الوطنية، ويحمي ممتلكات ومقدرات هذا الوطن العظيم، جيلا يضع يده في يد المسؤول للنهوض بالوطن, جيلا لايعيش على هامش الوطن بل يسعى ويبني ويفكر وينمي،جيلا يقف شموخا وفخرا واعتزازا عند سماع نشيد الوطن. باختصار جيلا يدرك تماما واجبه تجاه دينه ومليكه ووطنه معنى وقيمة وتطبيقا لاكلاما.

- نورة مروعي عسيري