28-09-2014

مزِّق مزِّق ... قطِّع قطِّع!!

(مزق معلم مؤدلج صور بنات في كتاب مدرسي) هذه جملة مفيدة تامة الأركان، تتكون من فعل وفاعل وصفة ومفعول به وحرف جر واسم مجرور ومضاف إليه!! والمعلم هو الفاعل دائماً والكتاب المدرسي مجرور إلى المجهول!

ولست أدرك ما الجديد في فعل المعلم غير تصويره الحدث وهو يحرّض طلابه على تمزيق أوراق الكتب ونشر المشهد بالتويتر؟! حيث اعتدنا في مدارسنا أنها توجه من فئة معينة غالباً هم المعلمين المسؤولين عن المصلى! فالمدير يختار أحد المعلمين لإدارة شؤون المصلى، وكذلك تفعل المديرات! حيث يقمن بتخفيض جدول إحدى المعلمات، لتحصل على أقل نصاب من الحصص وتستلم مجموعة من الطالبات إما ذوات التوجه الديني، أو ممن يفتقدن لوجود صديقات أو يشعرن بالنبذ، فيجدن المصلى ملاذاً ومأوى لهن في أوقات الفسحة وحصص الفراغ، فتكلفهن معلمة المصلى بإعداد وكتابة مطويات تحوي آيات قرآنية كريمة وأحاديث بعضها ضعيف أو موضوع تخّوف من النار، وتحذر من تصوير ذوات الأرواح وتحث على لبس عباءة الرأس وتنبه من خطورة عباءة الكتف، وكأن العباءة (بكبرها) كانت موجودة بهيئتها الحالية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم! وتقوم الناشئات بتوزيع المطويات والمنشورات على الطالبات والمعلمات! ولو كنت لديهن لرأيت تلك المطويات بعد الانصراف من المدرسة تتطاير في الهواء بين أرجاء الساحة المدرسية! فالطالبات تخلصن منها وتركنها لعمال النظافة لجمعها مع النفايات!!

ولو دخلت مدرسة بنات لرأيت جدرانها وقد كُتب عليها عبارات جوفاء وتوجيهات قاسية في وجوب الخضوع والطاعة للمعلمة، ليس أولها عبارة (من علمني حرفاً صرت له عبداً) في تكريس للعبودية دون ذكر للاحترام، وليس آخرها (رسم مخيف لكائن وقد غُطي كاملاً بالسواد) كنموذج لشكل الفتاة المسلمة. فكيف نلوم معلماً وتلاميذه على تمزيق صور بنات في كتاب مدرسي؟! فهذا المعلم هو نتاج معلم سابق كان يأمر تلاميذه في الصف الأول الابتدائي بقطع رأس الصورة المرسومة بالكتاب، وذلك بتحديديها بقلم الرصاص بقوة وعنف حتى لتوشك الورقة أن تتمزق من شدة الذبح!!

ولذلك أرجو ألا تهدد وزارة التربية والتعليم وتلّوح بالعقاب لمن يفعل ذلك من المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات وحتى حراس المدارس!!

فالثقافة الراسخة تأبى!

والعرف المتأصل يرفض!

والعقل المؤدلج لا يقبل صورة بنت في مجلة! فكيف بكتاب مدرسي ولو كانت ترتدي مريولها المحتشم؟!

أرجوكم عالجوهم من لوثات الماضي، وأعيدوا تأهيلهم مثلما لطّف الخليفة المتوكل عبارات الشاعر علي بن الجهم حينما أدرك حسن مقصده وخشونة لفظه، فنقله من قصيدة المدح الغليظة: (أنت كالكلب في حفاظك للود..) إلى قصيدة الغزل الرقيقة:

عيون المها بينَ الرصافَة والجسرِ

جلبن الهوى من حيث أَدري ولا أدري

أَعدنَ لي الشوق القديم ولم أكن

سلوتُ ولكن زِدنَ جمراً على جمرِ!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب