من إنجاز إلى إنجازات

شهد بنت عبدالرحمن السويلم

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ثوابت الدين الحنيف، وقد جاء الأمر الإلهي فيها في محكم التنزيل في قوله -جل وعلا -: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران. فهي من أسس الخيرية، والسلامة المجتمعية.

ومن المعلوم أن حكام هذه البلاد المباركة يبذلون الجهود تلو الجهود لإقامة هذه الشعيرة المقدسة، وقد ظهر ذلك جليًّا باعتماد جهاز خاص من أجهزة الدولة، هو الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تبين ذلك في النظام الأساسي للحكم: «تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله». فجهود ولاة الأمر - حفظهم الله - واضحة وعميقة في ترسيخ هذه الشعيرة ودعمها على المجالات العلمية والعملية والإدارية، واختيار الرجال الأكفاء لإدارتها والعمل بها.

ومنذ تعيين معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ رئيساً عاماً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمس هذا الجهاز تطورات عديدة في الطرح والتوعية لجميع شرائح المجتمع؛ فقد أسهم في موضوع «الأمن الفكري» مساهمة فعّالة في تبيين منهج السلف الصالح بالوسطية والاعتدال، وإيضاح المناهج المخالفة دونه، وتوعية الشباب من أخطار الفُرقة الضالة التي أضرت العباد والبلاد.

ومن ذلك ما أمر به معالي الرئيس بإقامة (ملتقى وطننا أمانة) بحوطة سدير للتوعية بالمسؤولية الوطنية لدى المواطنين، ومعالجة الغلو والتطرف، ومحاربة الإرهاب والأفكار الهدامة، وذلك في لقاءات علمية وجلسات حوارية يقدمها نخبة من أصحاب الفضيلة لشرائح المجتمع كافة من الرجال والنساء.

جاءت هذه الخطوة من صميم اهتمام الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشمولية التوعية والإرشاد لعامة المجتمع.

ولقد سرنا ما رأينا من التجهيزات العالية، والتنظيم المميز، والعمل الدؤوب، والفقرات المنوعة، والأمسيات الشعرية تحت إشراف مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحوطة سدير ممثلاً برئيسه فضيلة الشيخ خالد الحميد.

صَاحب الملتقى معرض للتوعية من خطر الإرهاب، وآخر في السلامة المرورية، وثالث اختص بالمخدرات وآثارها.

(وطننا أمانة) شعارٌ تبنته حقيقة مركز هيئة حوطة سدير؛ فلهم كثير الدعاء وجزيل الثناء.. وفي الختام أقول: موفق ومأجور يا معالي الشيخ عبداللطيف، ومن إنجاز إلى إنجازات.