29-09-2014

مسؤوليتنا ضد «داعش»

كانت بلادنا وبعض الدول الخليجية من أوائل الدول التي أعلنت الانضمام للتحالف الدولي لمحاربة داعش، ببساطة لأن داعش قد وضعتنا من أوائل الدول التي تهددها علناً وتجرح بقيادتها وتلمز شعبها، وضعتنا داعش على رأس قائمة الدول التي تسعى لإلحاق الضرر بمصالحها، حتى إنها تمادت كثيراً في إغاظتنا من خلال غسيل عقول بعض شباب بلادنا لتجعلهم دون وعي يقتلون ويذبحون المسلمين يميناً ويساراً في الأراضي العراقية والسورية...

... تمادت داعش في تجريح مشاعر كل سعودي من خلال تمزيقهم لجوازات سفر سعودية، تمادت هذه الفئة المتطرفة الباغية حتى أصبحت خطراً على أمننا الوطني واستقرارنا، بل خطراً وتهديداً لأمن دول العالم بأسرها، فكان لزاماً على دول العالم أن تتحرك مدفوعة بجميع الأسباب والمبررات الحقيقية التي تجبرها أن تقوم بدورها للدفاع عن أمن العالم بأسره، لم يترك إرهاب داعش لأي إنسان أن يصمت أمام وحشيتها وإجرامها حتى أصبح كل إنسان عاقل حر يجد نفسه معنياً بالأمر وهو يشاهد سكاكين إرهابيي داعش تحز رقاب المسلمين والمسالمين المساكين من البشر لأسباب تافهة، بل إن بعض هذه الأسباب يمكن وضعه تحت اسم العبث لا أكثر ولا أقل. تحرك العالم للحد من عبث وهمجية داعش، ولو أن دول العالم أخذت تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - مأخذ الجد وحسمت أزمة سوريا مبكراً لما ظهرت داعش وغيرها.

حذرت بلادنا مبكراً منذ اندلاع الأزمة السورية ونادت بنصرة الشعب من خلال دعم المعارضة المعتدلة حتى لا تترك الفرصة للجماعات المتطرفة أن تستغل الوضع وتظهر، سواء كانت من نفسها كظهور طبيعي أو مدعومة من دول يهمها عدم استقرار المنطقة، جميع دول العالم بما فيهم أمريكا سيعودون للمربع الأول، وهو الحل الذي تنادي به السعودية ودول الخليج، وهو نصرة وتسليح المعارضة المعتدلة، حرب المجتمع الدولي ضد داعش نتيجة حتمية لكل متطرف وإرهابي، وعلينا كمجتمع سعودي أن لا تخدعنا الشعارات البرّاقة، فيكفي ما فعلته بنا طوال ربع قرن مضى. يكفي أرواح أبنائنا التي أُزهقت في مناطق صراع عبثية، يكفينا من ونين الأمهات وحسرات الآباء على أبناء عصوا أوامرهم وأحرقوا قلوب آبائهم عليهم لمجرد الاستسلام لغسيل مخ تحت وطأة حماسة ومراهقة غير محسوبة العواقب!.

مسؤوليتنا ضد داعش وغيرها من أعدائنا أن نحاربهم ونجيّش كل قدراتنا لحربهم والقضاء عليهم سواء في أرض الميدان أو أرض المجتمع أو أرض الفكر!.

Twitter: @sighaalshammri

مقالات أخرى للكاتب