29-09-2014

دجل أنصار الإسلام المسيّس!

من المسلّم به أنّ أتباع التنظيمات الإسلامية المسيّسة براقماتيون، ولديهم القدرة على التلون حسب الظروف، وهذا هو سر تغلغلهم في معظم الدوائر الحكومية الرسمية، دون لفت الأنظار لمخططاتهم الخفية، ولذا فعندما أدركوا أنّ تنظيم داعش ولغ في الدماء، لدرجة لا يمكن معها الدفاع عنه، حاول بعضهم التنصُّل من التعاطف مع التنظيم، والقدح فيه، وقد حرصوا على تحاشي الحديث عن جبهة النصرة، مع أنها، كما داعش، أحد أبناء تنظيم القاعدة الشرعيين . هذا، ولكن ما إن جد الجد، وبدأت الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية في بناء حلف دبلوماسي، وعسكري لمواجهة تنظيم داعش، حتى رأينا اختلافاً في مواقف الحزبيين من التنظيم.

الشيخ يوسف القرضاوي، والذي قنت لحلف الناتو من على منبره، أيام ضرب ليبيا، أعلن أنه ضد ضرب الولايات المتحدة لتنظيم داعش!!، وتبعه في ذلك تلامذته النجباء في دول الخليج، فمواقفهم تحددها الأيدولوجيا السياسية، لا الأحكام الشرعية، وقد أسقط التحالف الدولي في أيدي هؤلاء الحزبيين المتلونين، فهم عندما شجبوا داعش، وأفعالها الإجرامية، لم يتوقعوا أنّ مواجهة التنظيم ستكون مهمة دولية كبرى، وفي منتهى الجدية، فهم يرغبون في بقاء التنظيم، ولا ضير عليه من شجب لفظي منهم، تماماً كما كان الأمر مع تنظيم القاعدة من قبل، ولكن ما أن أدركوا أنّ الأمر جد، حتى بدأت مواقفهم تتغير، وأصبحوا فجأة يتحدثون عن مؤامرة غربية تستهدف المسلمين، والمسلمون هنا هم أفراد تنظيم داعش الإرهابي!!، وأصبحوا يحرضون على كل من شارك في التحالف الدولي.

وبعدما تيقنوا تماماً من جدية التحالف الدولي ضد داعش، وانتشرت صور الطيارين السعوديين، الذين شاركوا بالقصف، وتلا ذلك تصريحات بهذا الخصوص من أعضاء التحالف الدولي، بدأ الحزبيون في نشر صور قديمة لقتلى في معارك سابقة، من قتلى غزة، وضحايا نظام بشار الأسد، والثورة الليبية، ونشروها على أنها صور لقتلى مدنيين بعد ضرب التحالف الدولي لداعش!!، وإمعاناً في التحريض، فقد نشروا صوراً لأطفال، وشيوخ، وفي ظني أنهم سيواصلون هذا النهج، وسيصعدون، طالما استمر قصف التحالف لداعش، ولكن يكفي أن نعرف معدنهم، وحقيقة مواقفهم، فلو لم يكن من حسنات التثوير العربي إلا هذا لكفى، ولعلّي أعرج هنا على أحد أقطاب الإسلام السياسي السعوديين، والذي كتب، بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين، أنه «يتوقع» أن ينضم شباب اليمن لتنظيم القاعدة!!، وهو هنا لا يتوقع، بل «يتمنى» ذلك، وذلك ببساطة لأنه ينتمي لتنظيم الإخوان، والتنظيم هو الجذر الأيدولوجي لكل التنظيمات الإرهابية، كما تبين مؤخراً بكل وضوح!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب