29-09-2014

هو ذا البلسم..!

على الرغم من شتات الطرق بعرب الدول المجاورة..، وزج القريب والبعيد في دواماتها الطحلبية..

إلا أن أفواج الحجيج تنقلنا بعيدا عن مشاهدها..

بهذه الحيوية النابضة في قطاعات استقبالهم ..،ومعيشتهم ..،وإسكانهم ..،وخدمة تحركهم من المطارات، والمنافذ قدوما، وإليها مغادرة، ووجوههم تضفح رضا، بفرح المُنجِز فريضَته، المؤدي نسكَه، من تهيأت له كل الإعدادات ليقضي أيامه في البلد المقدس ممتعاً بعبادة خالصة لا يشوبها قلق الغريب، ولا يحرمها عجز الناطق بغير لغة البلاد..

مشهد الحجيج ممن توافدوا يمد للقلوب المألومة بما يحدث في دول الجوار بلسما، ويزيح عن العيون المجروحة بجروحها ونارها وهشيمها غشاوة طغت بها الأحداث..

المشهدان يتناقضان في مفارقات صارخة..

من هذا المشهد في مكة والمدينة بكل الوافدين القاصدين مشاعر الحج ،والعمرة ،والزيارة ،والصلاة في المسجدين الشريفين ..تقدم هذه الأرض للعالم ثمارا يانعة من شجرة اليقين في سلام الإسلام ..،ونقائه..،صدقه وشموله، وتكافله، احترامه للفرد، وللجماعة، حق الواحد في التفرد بعبادته، ودوره في التآخي مع نظرائه، أخذه على نفسه التزاما بنظام، واتباعا لهدى ، وعطائه بإيثار لا ذاتية فيه ولا شخصنة..، في تعاضد وتعاون وبذل وتبادل ، لا منع ،ولا تعطيل، ..

بل في تمازج تام بين عبودية الفرد و امتثاله لتوحيد الله، وطاعته ، وبين توحده لباسا ، وواجبات، وأداء، بكل من يؤمن بما يؤمن ويعبد من يعبد ويحج لمن يحج هو إليه..

هذا الحجيج بكل فرد فيه رجلا وامرأة ، شرقيا وغربيا، أبيض وأسود، طويلا وقصيرا، ثريا وفقيرا، أميا ومتعلما ، شابا وهرما ، عاجزا وسليما كله يجتمع في المكان والزمان ليطهر أسماعا ، وينظف صدورا، ويغسل أمراضا صنعها شتات ما حولنا..، وخدشتها دواماته..

رسالة السلام من موطن الإسلام ..،دين السلام..

حجا مبرورا ..وسعيا مشكورا..وقبولا إن شاء الله.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب