01-10-2014

معززات دعائم قوة الوطن في مواجهة داعش

نحن الآن في مرحلة صعبة وحرجة نمر بها من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية ووطننا السعودي؛ نحن وسط براكين تتفجر في أكثر من بلد عربي قريب منا أو بعيد، وموجات من الأكاذيب والافتراءات والتشويه والادعاء؛ ليس على الوطن وقيادته فحسب؛ بل حتى على الدين نفسه ممن يزعمون كذباً وزوراً أنهم «يجاهدون» ويدافعون عن الدين وهم ينحرونه في كل آن بأفعالهم المشينة وتصرفاتهم المزرية كما ينحرون ضحاياهم في مشاهد مقززة مرعبة أمام أنظار العالم كله على الشاشات بكل التوحش والحيوانية والإجرام ويتم ذلك أيضاً باسم الدين وتحت راية التوحيد التي ترفع بجانب المجرم الملثم الذي يرتكب جرم نحر الضحية المسكين؛ وإن كان هذا كله مؤلماً يقطع نياط القلب ويسكب آهات متحشرجة من الآلام؛ فإن تزييف قيم الدين واستخدام عبارة التوحيد وتوقيع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لتبرير كل هذه الجرائم أشد ألماً على النفس وأمضى في الإساءة إلى الإسلام والتنفير منه وعرضه للعالم كله بهذه الصورة المسيئة المستهجنة؛ مما يرسم في أذهان المتلقين والمتابعين في العالم كله من غير المسلمين لـ «ميديا» الإعلام الداعشي عبر شاشات التلفزيون وتويتر واليوتيوب انطباعاً مشوهاً وغير حقيقي عن الإسلام.

في مرحلة حرجة مضطربة من تاريخ أمتنا، وتحت عنوان بائس لفصل زمني مر عنوانه «داعش» وأمام مؤامرة لئيمة من الأعداء بخلق الفوضى وتفتيت الدول وزرع الرعب وإراقة الدماء وهدم المنجزات وتحطيم آمال الشعوب في الاستقرار والأمن والبناء والتحضر باستخدام الخطاب الديني وفق تفسيرات خاطئة؛ لخلط المفهومات، وإثارة البلبلة، وإحداث الانقسام في المجتمعات، وتأجيج العواطف الدينية؛ لاستخدامها في تحقيق غايات التنظيم الإرهابي؛ لا بد لنا من أن نبحث عن محفزات ومعززات القوة في وطننا؛ كي ندفعها إلى الظهور والبروز؛ لنزداد قوة وصلابة وثباتًا وقدرة على مواجهة خطط هذه العدو ومن ورائه ممن يرسمون له مساراته ويقودونه في الخفاء.

أرى أن نتنبه في هذه المرحلة الحرجة إلى ما يأتي:

- التأكيد على الثوابت الوطنية التي تنهض عليها الدولة وبنيت عليها دعائم وحدة هذا الوطن العظيم؛ وهي الالتزام بقيم الدين الإسلامي وفق الرؤية الوسطية المعتدلة، وتعميق معاني الانتماء إلى الوطن وأن جميع فئاته وطوائفه وقبائله ومناطقه يتساوون في الحقوق والواجبات.

- الإفادة من المحاضن التعليمية بكل مستوياتها لتعزيز الولاء للدين وللوطن وللقيادة وفق رؤية وطنية عميقة، واستغلال المحاضرات في المرحلة الثانوية والجامعية لتوضيح ضلال الفكر التكفيري وزيف دعاوى هذه الفئة وادعاءاتها على بلادنا وقيادتها وافتراءاتها على الدين نفسه.

- زيادة حضور التفسير الحقيقي الواعي المعتدل للنص الديني عن طريق علماء الدين الوسطيين الثقات في الإعلام الرسمي بكل مستوياته إذاعة وتلفزيوناً وصحفاً ورقية وإلكترونية، وكذلك في خطب الجمعة.

- إقامة ملتقيات فكرية وسياسية تنظمها وزارة الثقافة والإعلام والمهرجان الوطني للتراث والثقافة حول ضلالات الفكر الداعشي وتدعو لها نخبا مستنيرة واعية من علماء الدين ومن المفكرين والباحثين في التيارات الأيدلوجية.

- عقد مؤتمر إسلامي كبير في مكة المكرمة تنظمه رابطة العالم الإسلامي ويلتقي في رحابه نخبة مختارة من علماء المسلمين من كافة البلدان يفندون دعاوى داعش ويردون عليها من الكتاب والسنة ويخرج هذا البيان للناس في كل وسائل الإعلام.

- إظهار قوة الجيش السعودي والأمن الداخلي بكل مستويات أدائها المشرف عبر كل وسائل الإعلام؛ لزرع الثقة والطمأنينة في نفوس المواطنين التي أقلقها الإعلام الداعشي بما ينشره من مشاهد الرعب وما يبثه من تهديد ووعيد وافتراءات، وفي عرض القوة هذا أيضاً زعزعة للثقة في نفوس الدواعش.

إن هزيمة داعش ليست هزيمة عسكرية فحسب؛ بل فكرية وإعلامية، ولن يتحقق النصر الكامل إلا باجتثاث الأفكار الداعشية السوداء من بعض الجماجم وتجفيف منابت التطرف ووضع استراتيجيات لتوجيه الشباب وجهات أخرى مفيدة للوطن بدل أن تتلقفهم خلايا التكفير.

moh.alowain@gmail.com

mALowein@

مقالات أخرى للكاتب