04-10-2014

اللي مضّيع وطن.. وين الوطن يلقاه

انا لا أتحدث عن تحريم أو تحليل الغناء لأن هناك من هو أعلم مني ولكني أتحدث هنا عن النصوص المغناة والتي أهملت تماماً من قبل الباحثين والمؤرخين والنقاد هذه النصوص التي كان بعضها يتحدث عن الأم وآمال الناس وهمومهم وحياتهم اليومية.

ورغم هذا تجد كثيراً من المولعين بالغناء يحضرون إلى الأماكن التي تخصص لحفل أحد المطربين وتجدهم يصفقون ويرددون خلفه وبعضهم يغشى عليه من شدة الإعجاب بصوت المغني والبعض الآخر يشدة اللحن وهناك من يتراقص طرباً مع الموسيقى.

وفي الصباح يتفرق هؤلاء كل إلى سبيله وتجد بعضهم يردد كلمات الأغاني التي استمعوا لها مساء البارحه دون تركيز على القيمه الفنية والأدبيه لها لم يدركوا على الإطلاق ولم يدرك حتى الفنان ولا كاتب النص أهمية بعض المفردات ودلالاتها وأهميتها؟ خذ مثلاً الفنان العراقي الشهير سعدون جابر كان يردد بصوت حزين:

(اللي مضيع ذهب بسوق الذهب يلقاه)

(واللي مفارق ولف يمكن سنه وينساه)

وتأتي بعد ذلك المعادلة الصعبة عندما يردد؟

(بس المضيع وطن وين الوطن يلقاه)

لم يستوعب عشاق الفن كباراً وصغاراً في ذلك الوقت أهمية الوطن ولم يتوقعوا أن يتحول هذا الموال إلى حقيقه واقعه وها هي بعض أوطان العرب تضيع من أهلها وثمن البحث عنها الدم والتشرد والحرمان والقتل على أمل أن تعود وأصبحت هذه الأوطان مرتعاً لكل من يبحث عن الذهب فوجده؟ ولكل من يبحث عن الولف فوجده حتى ولو بالإكراه، أما من يبحثون عن الوطن فلا يزالون يعيشون بالخوف والجوع وفقدوا كرامتهم وأمنهم واستقرارهم لم يفكروا بالذهب بقدر تفكيرهم بوطن كانوا ينعمون فيه ولم يفكروا بالولف الذي افتقدوه ولم يعد هذه المرة؟ لأن الذي أغلى منه راح..

إنها حقا ًكوارث الخيانات وكوارث العقوق للوطن وعدم الاهتمام بمكانته..

وعدم الاستعداد والأخذ بالأسباب لحمايته وتركه فريسة سهلة للطامعين..كل هذه العوامل أدت إلى ما تشاهدونه في عالمنا العربي اليوم وتنقله لكم شاشات التلفزة والتي تعتذر أحيانا عن عرض صور يقولون أن عرضها قد يرعب الأطفال وأحياناً يدعون أنه احترام للمشاهد الكريم.

فهل نتعظ؟..

نعم أيها السادة من حقكم تفرحون وتصفقون لفنانيكم.. ولكن تذكروا جيداً واعلموا أنه من حق الوطن عليكم حمايته وصون كرامته والدفاع عنه والعيش فيه بعيداً عن كل ما يعكر صفو أهله واستقرارهم وعيشهم الكريم والحفاظ على حياتهم وصون معتقداتهم ومقدساتهم وحفظ هيبة الوطن وردع من تسول له نفسه النيل من أعناق الأبرياء.

كل ذلك لن يأتي إلا بالاعتماد على الله ثم الأخذ بالقوه التي أمر بها سبحانه وتعالى وتوحيد الصفوف واعلموا أن الوطن لا يحميه إلا أهله ليس بالقول ولكن بالفعل..

نعم رددوا معي

دارٍ بغير رجال وسلاح وإيمان

تذهب ويذهب شعبها ذيهبانه

اللهم وفقنا لحماية وطننا ومقدساته ومكتسباته وأرواح أهله وكل من يقيم على ثراه الطاهر.

مقالات أخرى للكاتب