كل «مجد وله «هلال»

‏منذ لحظة خَلق الهلال الأولى والتاريخ يجهز كُتبه وأقلامه ويفرغ سطوره استعداداً لتسطير مجدٍ مختلف، مجد يبدأ من الصعاب ويرى الحلم واقعاً لا محال..

مجد مطزر بالذهب، ثقافته الانتصار وشعاره العزيمه قوته في جبروته، هيبيته في إقدامه، جنونه في طموحه وعزته في (ألوانه) هكذا يبدأ الهلال مشواره.

وهكذا سار نحو نهائي الحلم المنتظر ليقلب موازين القارة ويشتت الآمال المنافسة ويصعد بشموخه إلى حيث ما يجب أن يكون..

الهلال في آسيا، ما نراه منه مذهل وما يقدمه في الميادين دروس يجب أن يتعلّم منها من يحاول أن يسير على خطاه ولو أن هذا أشبه بالمستحيل ولكنه هاجس يراود منافسيه مهما كانت استحالته..

انتفاضة الهلال

منذ مواسم والزعيم يطمع لمعانقة العرش الآسيوي ويسعى لصعود القمة والتعالي بها، كان يحلم بها طويلاً، يكتبها في أول سطر من أولويات منافسته، يغمض عينه على الكأس بين يديه ولكنها كانت (حلماً). هذا الموسم أصبحت واقعاً، وما كان بالأمس مستحيلاً أصبح اليوم ممكناً، ولكنه يشبه الخيال «والخيال مع الهلال جمال» تخيلوا، في دور المجموعات يتذيّل الترتيب بنقطة يتيمة أصابت عشاقه بمقتل، وحبست أنفاسهم في دقائق.. ومن مؤخرة الترتيب حتى الطرف الأول في النهائي القاري.. ياللجنون يا زعيم..

كل كبير في حضرة الكبير صغير

هو جنون لا يحدث إلا مع الهلال وانتفاضة حملت معها روح الإصرار والعزيمة، سبقها غضب أزرق أحرق الخصوم ودك الشباك بكل ما يحمله من قوة ورغبة..

هنا تجلّى الهلال وهناك ظهرت قوة الهلال وما بينهما سقط منافسوه الواحد تلو الآخر، ليس تقليلاً منهم إنما إشادة بما يقدّمه الهلال من مستويات ساحرة جعلته المنتصر في كل معركة وأمام كل خصم.

إني أرى كؤوساً أيعنت وحان قطافها

وإني أرى ثماراً غرست وحان حصادها، كم هو جميل أن تملك رئيس ناد كما هو شبيه الريح، صامد في وجه المدفع، قوي يتصدى للانتقادات، شجاع يعلم كيف يتعامل مع الموقف، ليس بالحديث ولا بفصاحة الشاعر الذي في داخله وليس بطلاقة اللسان التي يمتلكها وإنما بـ(العمل الذي يطبّقه ويسعى إليه) كل ما حدث هذا الموسم رجله الأول عبدالرحمن بن مساعد، شهادة حق يجب أن تصل إليه كما وصله الانتقاد اللاذع في فترة من الفترات، وما نراه الآن من تصحيح الأخطاء والاستفادة من الكبوات جعلنا نقارب على استعادة المستعصية التي أبت الرضوخ إلينا منذ زمن، ولكن ها هي هذه الأيام تلوح في الأفق وتعلن خضوعها ليد الزعيم بكل استسلام..

كل فرحه في سمانا خلفها نادي الهلال

حينما طال بنا الأمد ونحن ننتظر منجزاً وطنياً يليق باسم الكرة السعوديه، أتى الهلال من حيث لم يكونوا يأملون «وطق صدره» وقال «أبشروا» أراد أن تكون العودة عن طريقه، والمجد من ثناياه والذهب من بين يديه..

تكفّل بتمثيل الوطن ووعد برأس الآسيوية مهراً للعالمية لم تعد صعبة عليه، هكذا هو طموح الهلال وهكذا هو مخطط السير في الطريق الآسيوي الذي أجاد التبختر فيه حتى وصل إلى نهايته..

رسم الفرح في أواخر سبتمبر وتعهد بتلوينه أزرقَ في نوفمبر ليسطر اسمه عالياً في سماء آسيا رافعاً الكأس بشغفٍ في الرياض..

- ‏نورا الفيصل

@hilal_nh

موضوعات أخرى