مخالفون يحلقون بأنفسهم في الشوارع

إقبال كبير على الشباب السعوديين العاملين بصوالين الحلاقة في الحج

منِى - عبد الله الدماس / تصوير - سليمان الغوينم:

ما أن يضع الحاج رأسه بين يدي الشاب السعودي لحلاقة رأسه إلا وترى الابتسامة ارتسمت على وجهه عندما يعرف بأن من يقوم بتلك المهنة «الحلاقة والتقصير» هو من الشباب السعوديين، والتي كانت مقتصرة على جنسيات معينة في وقت سابق، وأن دافع تلك القناعة والابتسامة لها مردود كبير الأمر الذي انعكس على غالبية الحجاج بقناعة متشابهة. الحاج عمر كافي من دولة السودان الشقيق يقول: رغم وجود الأعداد الكبيرة من الحلاقين إلا أنني فضلت أن تكون حلاقة شعر رأسي والتحلل عن أصحاب المهنة لدى العاملين من الشباب السعودي، حيث لاحظت وأنا أتابع أعمالهم بأن لديهم السرعة والمهارة التي قد تكون غير متوفرة في بعض الحلاقين من الجنسيات الأخرى في مناطق الحلاقة أسفل جسر الجمرات، لذلك قررت الانتظار وتسليم رأسي بكل طواعية وامتنان.

فيما شاركه الرأي من دولة الجزائر الحاج أبو محمد السافق الذي لفت انتباهه وزملائه الحجاج خلال الانتظار للقيام بحلاقة رؤوسهم هو تواجد العديد من الحلاقين السعوديين، وما لاحظناه من إشادة مبهرة ممن سبقونا إليهم في الحلاقة.. وأن ذلك أصبح مميزاً في الوقت الذي لم يكن هناك حلاقون سعوديون عندما قدمت للحج قبل سنوات عشر.

من جانب آخر رصدت عدسة «الجزيرة» عدداً من الحجاج يقومون بالحلاقة في الشوارع الفرعية والمحيطة من المخيمات دون مراعاة للجوانب البيئية والصحية لتلك الأفعال، يتناوبون على حلاقة رؤوس بعضهم البعض نظراً لعدم مقدرتهم على الانتظار وفقاً لما أوضحه البعض منهم، فيما آخرون اشتكوا من ارتفاع الأسعار في المواقع المخصصة للحلاقة مما دفع البعض منهم إلى الحلاقة بأنفسهم. بدوره أوضح رئيس مكتب الدعم وضبط جودة التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة المهندس أحمد بن عبد الوهاب بن جلالة أن الفنيين من الحلاقين السعوديين خريجو المعاهد الصناعية الثانوية بـ «الأحساء وجازان والعاصمة المقدسة»، وتأتي هذه الخطوة كثمرة لبرنامج تعاون المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مع الجهات ذات العلاقة.

وأكد «ابن جلالة» على اهتمام هؤلاء الشباب الحلاقين بالصحة العامة لبيئة المكان وصحة الحاج بخاصة، حيث أتم تجهيز المقر بشاشات للمتابعة على مدار الساعة وأكثر من 200 ألف هدية تحمل كل هدية شفرة خاصة بالحلاقة مطهرة وسترة. وبيّن بن جلالة بأن كل حاج تستخدم له مستلزماته على حدة، وفقاً للتعليمات الصحية الواردة ومنعاً لانتشار الأمراض المعدية عن طريق الحلاقة. يُذكر بأن الأمانة جهزت عدداً من المواقع للحلاقة تحتوي في مجملها على حوالي (1100) كرسي مجهزة وموزعة في مختلف نواحي مشعر منى منها حول جسر الجمرات.

وواصلت الأمانة حملة (الحلاقة الآمنة) التي بدأتها منذ عدة سنوات، وذلك منعًا لانتشار بعض الأمراض المعدية التي تنتشر بواسطة أمواس الحلاقة بالإضافة لتركيزها على الجانب التوعوي والإرشادي من خلال إقامة الحملات التوعوية وتوزيع البروشورات التي توضح الأساليب الصحية في صوالين الحلاقة وتنظيم ورش العمل وغير ذلك.