حصلت على التقدير الثلاثي

رسالة دكتوراه عن الجهود الدعوية للأمير سلطان

في يوم الخميس الموافق 16/11/1435هـ - في أجواء ماتعة، وفي ليلة بهيجة، وفي حضور عدد من العمداء والوكلاء والأساتذة، وعدد من المثقفين والتربويين تمت مناقشة علمية لرسالة دكتوراه بعنوان ((الجهود الدعوية للأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله))، والمقدمة من الطالب فهد بن منصور الدوسري، وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية الدعوة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وقد حازت الرسالة على الثلاثية باقتدار وتميز واستحقاق من لجنة المناقشة المكونة من فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد المطوع مشرفا على الرسالة، ومعالي إمام الحرم المكي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس مناقشا، وفضيلة الأستاذ الدكتور عبدالله بن إبراهيم اللحيدان مناقشا.

فبعد انتهاء المناقشة، وبعد المداولات التي تمت فيما بين الأعضاء، أعلنت اللجنة قرارها، بمنح الطالب درجة الدكتوراه:

بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطباعة الرسالة.

فنزجي التهاني والتبريكات لنا جميعا بوجود مؤلف متميز ومتكامل سيضاف للمكتبة يتحدث عن جانبٍ مهمٍ لشخصية رفيعة، اتصفت بتنوع الجهود في مجالات مختلفة، كما اتصفت بالكرم والتواضع، والحنكة السياسية، والحكمة في التعامل مع كثير من القضايا.

وهذه بعض الأسطر من مقدمة الباحث:

الحمدُ لله حمداً يليقُ بجلالِ وجهِهِ وعظيمِ سلطانِه، أحمدُهُ وأشكرُهُ وأُثني عليه وأستغفِرُه، والصلاةُ والسلامُ على من بُعِثَ بالحقِّ نبياً ورسولا محمـدِ بنِ عبدِالله وعلى آلِهِ وأصحابِه، ومن سارَ على نهجِهم واقتفى أثرَهم إلى يومِ الدين...أما بعد:

فإن من رجالِ الدولة السعودية الذين حفظَ لهم التاريخُ جهودَهم في خدمةِ دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ والدعوةِ إليه والإحسانِ إلى خلقِه صاحبُ السمو الملكي الأميرُ سلطانُ بنُ عبدِالعزيز آل سعودٍ رحمه اللهُ تعالى، الذي تعدَّدت أعماُلُه في مجالاتِ العملِ الدعوي والعلمي والإغاثي وكلِّ ما يهدفُ لخدمةِ ومساعدةِ الناسِ ونفعِهم، من خلالِ اللِّجانِ والمؤسساتِ التي أُنشئــت بتوجيهاتِه ودعمِه الخاصِ مما كانَ له الأثـرُ الكبيرُ على مسارِ الدعوةِ الإسلاميةِ في انتشارِها وتوسُّعِها داخلَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ وخارجَها، من خلالِ عملٍ مؤسسيٍ مُنظَّم، ومن خلالِ استخدامِ الوسائلِ والأساليبِ المناسبة، والإفادةِ من التقنيةِ الحديثةِ والتطورِ الهائلِ في الاتصالات.

واستمر الأميرُ سلطانُ رحمه اللهُ طِوال عُمُرِهِ مهتماً بأمرِ الدعوةِ إلى اللهِ؛ لإيمانه بأنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ هي المنطلقُ الحقيقي لنشرِ الإسلامِ وخدمةِ المسلمين فأنفقَ أموالاً كثيرةً، وبذل جهوداً كبيـرةً، وموَّل حمــلاتٍ دعويةٍ متعددةً، كــلُّ ذلك كان داخـلَ منظومَةِ عمـلٍ مؤسسِيٍ ضخمٍ، تشرف عليه جِهـاتٌ مُتخصِّصةٌ تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها، وهذه الجهود الكثيرة والمتنوعة، وهذه المعالم الرئيسة في مسيرةِ حياةِ الأميرِ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ جديرةٌ بأن تُبحثَ، وتستحقُّ بالفعلِ أن تدرسَ لاستخلاصِ تجربةٍ ناجحةٍ يُفاد منها، وقد قامَ البـاحثُ برصدِ تلك الجهـودِ واستقـراءِ آثارِها؛ لإيمانِهِ بأنَّ الكشفَ عن تلك الجهودِ العظيمةِ من واجباتِ البحثِ العلمي، ومقاصدِه المعتبرة.

ومن أهمِّ الأسبابِ التي دفعت الباحث كذلك لاختيارِ هذا الموضوعَ ما يلي:

1/ منزلةُ الأميرِ سلطانَ رحمه اللهُ، ومكانتُهُ الإداريةُ والسياسيةُ، وكثرةُ وتنوُّعُ جهودِهِ في الدعوة إلى الله، وكونُهُ رحمه اللهُ من رُوَّادِ العملِ المؤسسي...

2/ كما أنَّ الأميرَ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ صاحبُ مدرسةٍ لها سِماتُها وخصائِصُها التي تنفرد بمِيزاتٍ نادرةٍ، يجدُرُ بالباحثين كشفُها والتنقيبُ عنها، وهذه الجهودُ مَظنَّةُ إثراءٍ لعلمِ الدعوة، وفتحِ آفاقٍ جديدةٍ أمامه.

3/ تميُّزُ جهودِ الأميرِ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ الدعويةِ بالتخطيطِ السليمِ المبني على أُسُسٍ علميةٍ تطويرية.

4/ عدمُ وجودِ رسالةٍ علميةٍ أكاديميةٍ تعرِضُ للجانبِ الدَّعوي في جهودِ الأميرِ سلطان بن عبد العزيز رحمه اللهُ، وترصُدُ التحولَ الكبيرَ في العملِ الخيري والدعوي المتكاملِ الذي تبنَّاه رحمه اللهُ، وأثمرَ نجاحاتٍ كبيرةً.

وَقد تَوَصَّلَت الدِّرَاسَةُ إِلَى عَدَدٍ مِنَ النَّتَائِجِ، مِنْ أَهَمِّهَا:

* إنَّ منهجَ الأميرِ سلطانَ رحمه اللهُ في الدعوةِ كان موافقاً لما كان عليه سلفُ الأمةِ فكانت الوسائلُ والأساليبُ التي استخدمَها في الدعوةِ لا تخالفُ الكتابَ والسنة.

* كان لإيمانِ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ بأهميةِ العمل المؤسسي الدورُ الأكبرُ في نجاحِ جهودِهِ نجاحاً كبيراً.

* إيمانُ الأميرِ سلطانَ بن عبد العزيز آل سعود رحمه اللهُ بدورِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ الكبيرِ في جانب الدعوةِ إلى الإسلامِ، وخدمةِ المسلمين ظهرَ واضحاً في تعدُّدِ وتنوعِ جُهُودِهِ.

* نجاحُ الأميرِ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ في التأثيرِ في النّاسِ وكسبِ قلوبهم من خلالِ قُربِه منهم، وحملِه لهمومِهِم، وبذلِه غيرِ المحدودِ، كان له أكبرُ الأثرِ في دعوة الناسِ إلى الإسلامِ، وإعجابِهم بتعاليمِه السمحةِ.

* تأثرُ المدعوِّين في كثيرٍ من البلدانِ بالدعاةِ المرافقين للقوافلِ الدعويِّة التي أمرَ بها سلطانَ بن عبد العزيز رحمه اللهُ، وهذا ثمرةٌ من ثِمارِ اهتمامِه الكبيرِ - رحمه اللهُ -بتدريبِ الدعاةِ وتأهيلِهم.

ومن أهم التوصيات التي خرجت بها الرسالة:

1/ أن تُولِي بعضُ كُلِّياتِ الجامعاتِ السعوديةِ اهتمامَها للبحثِ في موضوعِ ثباتِ المنهج الدَّعوي لقادةِ الدولةِ السعوديةِ مُنذُ تأسيسِها إلى وقتِنـــا الحاضرِ، وفي تأكيدِهم جميعـا على التمسُّكِ بالكتاب والسنةَ وأنَّها المقدَمةُ على غيـرِها، وعــدمِ تأثُـرِهم بالتحـولاتِ الكبيرةِ والضخمـةِ التي مرَّ بها العالم.

2/ يوصي الباحثُ بأهميةِ القيامِ بعملِ دراساتٍ خاصةٍ تُعنى بتحليلِ خُطَبِ وكلماتِ الأميرِ سلطانَ بن عبد العزيز رحمه الله، للتعرُّف على الجوانبِ الدعويةِ التي حوتها تلك الكلماتُ والخطابات.

3/ تُعدُّ تجربةُ الأميرِ سلطانَ رحمه اللهُ في العملِ المؤسسي من أعمقِ التجارُبِ وأثراها في الجانبِ الدعوي والإغاثِي، فدِراسةُ هذه التجـرُبةِ والاستفادةُ من نجاحاتِها التي تحققت أمرٌ مطلوب؛ لتكونَ نتائجُ هذه الدراسةِ دليلاً مُهِمَّــاً يَرجـِعُ إليه العاملون في مجالاتِ الدعوةِ والعملِ الإغاثِي والخيرِي.

4/ نظراً للتقدمِ التكنولوجي الكبيرِ، والثورةِ الهائلةِ في الاتصالاتِ، فيرى الباحث أهميةَ إنشاءِ مؤسسةٍ خاصةٍ تعمل على الاستفادةِ الكاملةِ من كلِّ تقدمٍ عِلميٍ أو تطوُرٍ تِقنِّي ومتابعةِ كلِّ جديدٍ في ذلك، وتزويدِ جميعِ مؤسساتِ الدعوةِ في العالمِ بها لنشرِ الإسلامِ وتبليغِ دينِ اللهِ في كلِّ مكان، شريطةَ ألا تتعارضَ مع ثوابتِ الشرعِ.

5/ أهميةُ بثِّ ونشرِ مقاطِعَ مختارةٍ من الكِلماتِ المسجَّلةِ لدى وسائلِ الإعلامِ المسموعةِ والمرئيـةِ والمقـروءة، المتضمِّنةِ لكلماتِ وخُطَـبِ قادةِ وأُمراءِ الدولةِ السعودية، والـتي تُظهِـرُ مدى اعتـزازِهم بالدَّعــوةِ إلى الله عزَّ وجلَّ، ونشـرِ العقيدةِ الصحيحةِ، وافتخارِهم بتحكيمِ الشريعةِ.

أخيرا... فإن صحيفة الجزيرة تتقدم بالشكر والتقدير للدكتور فهد الدوسري لما أنجزه بعد الإبحار في أعماق المصادر والمراجع؛ للحديث عن جانب مهمٍ وجليلٍ من أعمالِ وجهود صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب الإنسان سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة.