08-10-2014

صمت الحكيم

ما أكثر ما يطرح على أنه أدب قد يجد من التصفيق والمتابعة ما يوهم من لايفرق بينه وبين الأصيل من الإبداع أن هذا هو الأدب الذي تطمح الأمة أن يسجل لها في كتاب الأيام على أن هذا هو أدبها الحقيقي وأن أربابه هم خلاصة قكرها وغاية ماوصلت إليه من رقي في زمن الغفلة والانشغال من قبل الرواد.

وقد اتفق الناس أو هكذا تعارفوا على أن الصمت حكمة وهو بلاشك كذلك في أمور كثيرة، ولكن إصرار الحكيم في حالات معينة على صمته ينزله من مقامه الجليل ويتحول إلى جزء من التقصير والتخلي عن دوره الذي كان من الأجدى أن يتمسك به وهو قول الحق في أمور يعتبر فصل الحكيم فيها من أوجب واجباته إذ لا يمكن للقدوة أن يقف من السيء من القول والفعل موقف الواقف المتفرج على سفينة الجمال تغرق وبيده أن يمنع ذلك الغرق ولا يفعل.

وحين يبتعد الأديب الحقيقي والشاعر الأصيل عن أرض الإبداع ويقف الناقد الفذ الذي يملك أن يقول ما يقنع كل متابعيه أنه الحق فهم مقصرون بحق فنهم وجمهورهم فمدينة الشعر والأدب والجمال حين تخلو من حكمائها تنقلب إلى مدينة تسودها الفوضى وينفرد فيها الفارغون واشباه الشعراء وأدعياء الأدب ويتحول النتاج الأدبي إلى وليد مشوه لايشبه الأدب ولا يمت له بصلة.

وقفة

للإمام الشافعي

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر

والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف

وتستقر بأقصى قاعه الدرر

وفي السماء نجوم لا عداد لها

وليس يكسف إلا الشمس والقمر

a.mofadhi@al-jazirah.com.sa **** fm3456@hotmail.com

تويتر alimufadhi

مقالات أخرى للكاتب