ماذا تعرف عن الرقم 19988ونبضه الوطني

فهد بن أحمد الصالح

يدرك القارئ الكريم أن الإنسان عدو ما يجهل ولذا تضيع عليه الكثير من الفرص بسبب غياب المعلومة عنه، بل إنه يخسر في عدم معرفته بها أموالاً ما كان له أن يخسرها لو علم بتلك المعلومة أوحصل عليها ويضيع وقته بالإضافة إلى ماله وجهده في ظل عدم بحثه عنها أو غيابها عنه، ومن المؤكد أن الاهتمام بنشر المعلومات واستدامة التذكير بها والتأكد من وصولها للجمهور المستهدف هي مهمة الجهات التي تحتضنها وتعمل من خلالها، ولو أن الانترنت لم يبق لهذا أولذاك مجالاً في عدم الاطلاع على أي معلومة أو خدمة أو فرصة يحتاج لها، ولكن يبقى طرفا المعلومة مقصرين واحد في البحث عنها والآخر في التعريف بها، ومع اختلاف العصر وفي ظل المجال التنافسي الحاد اليوم أصبح الاهتمام منصبا ومركزاً على ضرورة التعريف بالمعلومة ومداومة التواصل بها ونشرها كي يكون الإنسان والمنشأة حاضرين بقوة في تنافسية لا تعرف إلا الأقوياء وأصحاب التواجد المستمر والمتواصل والمتفاعل، ولقد تنوعت الأساليب التي ترسخ المعلومة في ذهن المستفيد منها أو المحتاج لها لأنها باب التسويق الأول وبوابة الدخول الآمنة التي ينبغي أن يكون الجهد فيها مضاعفا بكل وسائل التواصل لنضمن سهولة الوصول إليها ووضوحها وكمال مصداقيتها وشموليتها.

وعودة على عنوان المقال والرقم 19988 الذي يمثل مركز الاتصال السياحي على مستوى المملكة وقد رأيت لوحة إعلانية بالتعريف به على أحد الطرق السريعة وأخذني الفضول بالاتصال عليه وعند الرد السريع على اتصالي قلت لذاك الشاب السعودي الممتلئ نشاطا وحيوية وتشعر بالابتسامة على محياه وقد بذلت هيئة السياحة والآثار دون شك جهداً في تأهيله وتدريبه على خدمة العملاء وأسلوب التواصل والتحية، وكذلك ردود فعله المتزنة إذا ذكرت له معلومة تغضبه أولا تسره عن وضع السياحة في بلدنا إنني متصل لا يرغب في خدمة منك ولكن يطرح سؤالا ماذا تقدمون في هذا المركز وكانت فرحته أكثر بي لأنه يحمل رسالة أخرى في التعريف برسالة المركز ورؤيته وأهدافه، وكذلك وقد تخيل لي انه قد عرف كل شيء عن ظهر قلب، وقال: إننا نقدم معلومات سياحة على مستوى المملكة وكذلك الطريق التي يسلكه السائح للوجهات السياحية ونزوده بأسعار الفنادق والتخفيضات التي عليها، وكذلك الوحدات المفروشة بمختلف مستوياتها، ثم ذكر لي أي المناطق والمحافظات التي بها برامج سياحية وفعاليات ومدد تلك الفعاليات، ثم تواصله مع المكاتب السياحية المنتشرة في المدن والمحافظات لإتمام الحجوزات سواء للطيران أو للخدمات الفندقية، وكذلك تزويد السائح بشركات تأجير السيارات إن رغب في ذلك، والتواصل مع المرشدين السياحيين مباشرة أو مع مكاتب تنظيم الرحلات التي أطلقتها الهيئة مؤخراً واعتبار ذلك واجباً تمليه عليه وطنيته قبل عمله، إلى غير ذلك من الخدمات التي سررت بها حتى اختتم حديثه أن هذا المركز وعلى مستوى المملكة يتولى استقبال الملاحظات والشكاوى على كل ما يخص السياحة والآثار، ويتابع إنجازها ويتواصل مع العميل في ذلك الخصوص حتى تقفل شكواه ويتحقق رضاه أولاً لأنهم وضعوا من أجل ذلك.

هنا ومع هذه الخدمة المميزة أرى أن على الهيئة دوراً مهما في التعريف به وإبراز قصص نجاحه وما الذي تحقق من خلاله للسائح في بلده وبين أهله واستعراض كل أمر يؤكد فاعلية المركز والخدمات التي قدمها والشكاوى التي عالجها وجعله صديقاً للسائح بالصورة المثالية التي يتطلع إليها المواطن السعودي الذي دون شك يقدر الجهود ولكنه مقتنع أن عجلة التحسن تسير بسرعة أقل من طموحه لوجود المقارنة التي يراها قريبة منه، وكذلك على المواطن ألا يصدر الحكم مسبقاً قبل أن يتصل ويتعامل ثم يتفاعل ويقترح ويسعى إلى أن يصل مع الهيئة وبرامجها إلى شراكة وطنية يوصل فيها مقترحاته ومرئياته ويقدر أننا بكل تفاصيلنا حديثي عهد بالسياحة وصناعتها، ووطننا يستحق أن نكون معه أكثر فاعلية، وأنا هنا لا أدافع عن الهيئة وبرامجها وسياحتنا المحلية بقدر ما أقول إنهم حريصون على رضاء المواطن السائح ربما أكثر من حرصهم على رضاهم الشخصي، وبها بيئة عمل وعقول شابة رائعة وفكر سياحي وتطويري واستثماري قل أن تجده ولا يغضبهم النقد بقدر ما يغضبهم تجاهل الجهود ولا ينبغي أن يكون تحفيزنا سلبياً لهم باستمرار النقد أو البحث عن العثرات وأوجه القصور وتسليط الأقلام والأصوات عليها فهم مثلنا بشر يصيبون مثلنا ويخطئون.

ختاماً، لا ننسى أن الجود من الموجود وصناعة السياحة هي عملية تكاملية على الهيئة منها جزء وعلى وزارات أخرى جزء وعلى المواطن جزء وعلى الدولة الجزء الرئيسي ومع الدعم الذي حصلت عليها الهيئة هذا العام سيكون المستقبل أفضل بإذن الله ولن تستغني الهيئة عن المواطن الايجابي الذي يتواصل معها ويصدق في مرئياته لها ويساهم بتوأمة حقيقية في برامجها وفعالياتها ولن تنجح السياحة الوطنية إن هجرها المواطنون وبحجة عدم جاهزيتنا بكل التفاصيل السياحية، ولا يستكمل القصور بدون الصدق في معالجته من أطرافه والمؤثرين فيه، ولا ينفع النقد الدائم وعدم ذكر المحاسن والمطالبة بالتصحيح على وجه سواء حتى تتنامى الإيجابية وتتلاشى السلبية ولن نرتقي بصناعتنا السياحية إذا هجرناها.