في عشر دقائق .. ماذا تفعل؟!

علي بطيح العمري

الوقت مهم وخطير؛ مهم لأنه من ذهب ، فهل يوجد عاقل يفرط في الذهب؟ وخطير لأنه كالسيف، وبصراحة يا ما سيوف الوقت أثخنتنا، فلا يوجد شبر من أجسادنا إلا وفيه طعنة من طعنات هذه السيوف!

اترك عنك حديث الأعوام والشهور والأيام، وخلك في عالم الدقائق، فالدقيقة من الزمن يمكن أن يُفعل فيها خيركثير، فما بالك لو ضاعفتها؟.. ففي عشر دقائق - مثلاً - ما الذي يمكننا أن نفعله..؟

كثيرون كتبوا عما يمكن أن يمارس في الدقائق العشر.. لكن يصعب إلزام القارئ بفكرة معينة، لذا سأعطيك - قارئي العزيز - إشارات وكل واحد يرتب حياته ودقائقه كما يحلو له..

لماذا عشر دقائق؟؟

وقت قصير، يستطيع الإنسان مهما بلغت أشغاله أن «يختطفه» من يومه، هذه العشر لو واظبت عليها لصارت عادة، وربما تتضاعف مستقبلا وتقترب من الساعة، وفي الحديث أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

ما الذي نستطيع ممارسته خلاله عشر دقائق؟

أشياء كثيرة، يمكن أن تزيد عمرك، تزيد عطاءك، توسع دائرة فهمك تضيف شيئا إلى حفظك، بل قد تزيد مؤشر طاعاتك!

في عشر دقائق يمكنك أن ترفع أسهم حسناتك.. اقرأ سورة الإخلاص فهي تعدل ثلث القرآن، ورطب لسانك بذكر الله، فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: يَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ ، قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ;؟ قال: يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ ، وَيُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ « .وغيرها من الأذكار. ويمكنك في الدقائق العشر أن تخصص ورداً يومياً للقرآن، فالعشر الدقائق التي نستهين بها تمكننا من ختم القرآن كل شهرين!

في عشر دقائق وخاصة لمن يتقن مهارة القراءة السريعة تستطيع أن تقرأ عشرات الصفحات، بهذه الطريقة كم كتاباً ستقرأ في الشهر، في السنة؟؟ أرقام القراءة في عالمنا العربي مخجلة، وبتكوين هذه العادات السهلة نستطيع أن ننضم لعالم القراءة.

في عشر دقائق تستطيع أن تتصفح الصحف والمجلات والمواقع لتأخذ من كل بستان زهرة، في العشر دقائق وخاصة للسمعيين تستطيع أن تستمع إلى جزء من محاضرة علمية ومع مرور الأيام تكون قد مررت على سلاسل علمية وتاريخية عبر الاستماع!

في تلكم الدقائق تستطيع أن تتابع أفلاماً وثائقية عبر اليوتيوب، فالفيلم الذي يكلف الساعة تستطيع تجزئته عبر الدقائق العشر! في العشر الدقائق يمكنك أن تعمل برنامجاً صحياً يناسبك كي تحافظ على نفسك!

قال أبو البندري غفر الله له..

والمقام يطول في سرد ما يفيد، والإنسان على نفسه بصيرة، فضع لنفسك ما يناسبك، وثق تماماً أن الحياة تجارب، فجرّب فالتجربة خير برهان!

ولكم تحياااااتي.