لا فرق بين داعش وإسرائيل

يرى الكاتب محمد آل الشيخ في عطائه لهذا اليوم الجمعة 16-12-1435هـ العدد 15352، أن ما يعجُّ في محيطنا مرده إلى الطريقة التي نستحضر بها ماضينا، وأعتقد أن الخلل في ذلك يرجع إلى أن التغيرات الاقتصادية المستجدة، ووسائل الإعلام والاتصال المتجددة تكالبت لتكشف قصوراً في التأهيل المطلوب للتعايش في هذا الواقع الجديد، سواء فيما بيننا أو مع الآخرين الذين أصبحوا أكثر قُرباً.

كنت هذا الصيف أشارك في نقاش مفتوح حول نفس الأوضاع في إحدى المدن الأمريكية، إذ وجه إلي طالب في الثانوية سؤالاً عن إمكانية قبول التحالف العربي الأمريكي - الذي تأخر كثيراً، بالأساليب التي لجأ إليها المسلمون في نشر العقيدة في البداية، وبدلاً من السّخر من سؤاله بسؤال افتراضي آخر عن إمكانية قبول نفس التحالف للأساليب التي لجأ إليها المستوطنون (الأمريكيون) في التخلص من أهل البلاد الأصليين (الأمريكيين؟) في بداية تأسيس الإمبراطورية الأمريكية، وضحّت له أن العبرة تكمن في أسلوب استحضار تاريخ قريب جداً من ضروب العبث، وإلا فكيف تقع الولايات المتحدة الأمريكية في تضارب فاضح في منطقتنا، فهي إذ تقود تحالفاً لمحاربة داعش، تدعم وبكل أريحية مشروعاً لا يختلف عنه قيد أنملة وهو إسرائيل، فكلاهما يتبنى ما يمكن اعتباره من أساليب التكفير والاستباحة، وبمرجعية دينية تعود في التاريخ قروناً؟ لا عُذر لأمريكا أن تكون إسرائيل هي من ضمن تأييد ورعاية أمريكا لها، ولا عذر لأمريكا أن تغمض أعينها عن الأسلوب الذي استعملته وتلجأ إليه إسرائيل لتحقيق ذلك، لكن هذا التحالف الذي تمقته إسرائيل، سوف يُسلط الضوء بقوة على هذه المهزلة التاريخية، غير الافتراضية، بل الواقعية الواقعة وسببها خلل أمريكي واضح في استحضار التاريخ، كشفه سؤالك الجيد جداً.. لقد وضع محمد آل الشيخ يده على الجرح النازف، وأشكر سعادتكم والجزيرة على رعاية هذه (القدرة) الوطنية الثمينة، وأتمنى لكم وله دوام التوفيق والسداد.

- منصور الحميدان