لست إلا مبدعاً..؟!

عائشة العتيبي

الإصرار على اصطياد الإيجابيات من بحيرة سلبية المنبع كالذي يغلق أذُناه خشية تشويش البشرية ما بداخله من جمال الفكر والمنطق، أعتقد أن الكثير منا يعيش تحت سقف سلبي ويرى أن الحياة لا تحمل له سوى الشقاء والكدر وأن كل ما أتى خبر مفرح سوف يأتي خاتمة سيئة خلفه مباشرة، هذا التفكير لا يعتبر سوى مرض وقليل الإيمان بالقضاء والقدر من يعيش تحت هذه الظنون وسوف يمرض نفسه بسوء تفكيره، من المؤكد أننا سنعيش حياتنا في هموم ومشقة لكن من المستحيل أنها سوف تسيطر على حياتنا بالكامل ولن نرى شيئا يسر الخاطر ويطمئن النفس، جميع الأفكار السلبية ليس إلا تعب نفسي وجهد عضوي.

دائماً الشخص الإيجابي لديه أمل وطموح حتى وإن أصابه القليل من تراجع ببعض القرارات هذا لا يعني أنه شخص قلق أو متذمر، بل هو يعيد بعض الأفكار التي تحتاج إلى تعديل ونظرة أكثر إيجابية، نحن بشر نخاف كثيراً خاصة في الأمور المستقبلية دون النظر أولاً في الحاضر، لماذا نسبق الأحداث؟؟، ولماذا لا نعيش الحاضر بحلو العيش ومره؟!، كما من الخطأ أن نعيش على تجارب الآخرين في أمورهم الحياتية وليس شرطا أن نواجه الشخصيات التي يواجهونها أو نواجه المصاعب التي يمرون بها، إذاً خطأ فادحا أن نعيش على حياة الغير لكن منها نأخذ درسا يستفاد منه ولا يطبق في حياتنا، نأخذ دروسا كي يزيد معدل الخبرة وتعلم الجديد في الحياة دون أن نتعب فيه بل أتى لنا دون أن نواجه أي مشكلة.

نحن نعيش في مجتمع محطم ولا يؤمن بقانون الإيجابية، ونرى الكثير منا ييأس مما يقال له والبعض منا يدعمونه بالفشل أكثر من صنع الأمل بداخله وتنمية موهبته، فنظرة المجتمع نظرة مقتصرة على العشوائية وتقليد الآخرين في الأشياء التي لا تفيد، ولو كان هناك تنافس بالمواهب لكل شخص أظهر كل ما لديه ليكون أفضل من الغير لكن هنا مجتمع يحطم ويحقد على من نجح فيما وهبه الله له، لماذا لا نكون أكثر ارتقاءاً وتشجيعاً لمن أبدع في أي مجال كان؟!، ولماذا نحب تقليد الآخرين مع العلم أن هذا التقليد لا فائدة منه، كل مبدع يرغب بمؤسسة تهتم وتقدر ذلك الإبداع وتؤمن بماهية ما لديه من أفكار ومواهب، نتحدث من منطلق الواقع الذي نعيشه نحتاج مؤسسات تهتم بكل إنسان طموح ومبدع وتعطي كافة المستحقات التي يتميزون بها، نريد الاهتمام بكافة المستويات للفئات العمرية وتكثيف المؤسسات التي تشجع وتهتم بالإبداع المفتوح في أنحاء المملكة العربية السعودية لكي نسلم قليلاً من المحطمين الذين يقدسون مشاعر الإحباط والفشل.

أخيراً اجعل إبداعك وموهبتك تخدم دينك ومجتمعك، انظر لما سوف يفيدك بالآخرة قبل الدنيا، اختصر وقتك عن التفكير السلبي بكلمة أنا إيجابي ومبدع، عش الحاضر بتمعن كي يسهل عليك حياة مستقبلك، تأكد من أن إبداعك لك ليس لغيرك وجه نفسك بنفسك واغمض عينيك واغلق أذُناك عمن يشكك في قدراتك، ابتسم فالحياة ليست سوى طريق قصير مهما طال بك عمرك.