22-10-2014

ثقافة «... المفروض أن...»..!

لا أحسب أن أحداً في المجتمع ليس في قاموسه الحواري مع ابنه، أو زميله، أو مرؤوسه، أو أي آخر ينشأ بينهما تبادل قول، دون أن يقدم بين فكرته، أو رأيه، أو موقفه جملة: «المفروض أن..، أو أنك..، أو أنهم..»..!!

وهي، أي هذه العبارة مصطلح عام، و مؤشر إلى فلسفة الإنكار، والرفض لموقف الطرف الثاني..، وعدم الرضا بفعله، أو رأيه، وما يتعلق بهذا من الانحياز للرأي الذاتي..، أو القناعة الشخصية..وحصر الإيجاب في جانب الناطق بها، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى، عند وضع القرار لدى من بيدهم سلطة الإقرار من رؤساء في أعمالهم، أو مدراء في مؤسساتهم، أو آباء في أسرهم، يقدمون هذه الجملة بين يدي آرائهم، وقراراتهم، ومواقفهم..كحد لا يتجاوز، وما بعده إقرار لا تهاون فيه..! وإن كان فيه من الخطأ، أو القصور، أو الضعف، أو عدم المناسبة ما فيه..!

ثقافة «المفروض أن» شائعة، ومتجذرة في أسلوب التعامل، ومنهجه بين الناس..مع أن ما بعدها ليس يخلو من الشوائب دائما..

وبتعديل يسير في تركيبها، يمكن أن تتقدمها أحرف الاستفهام لتأخذ منحى المشاركة، والتبادل مثل أن تصبح : « أليس من الأنسب»..، أو تتدرج إلى : «ألا ترى من المفروض أن».. في حال أن يكون الأمر جازما، ولكن من، وما الذي يجزمه..؟

ثمة علائق كثيرة في الشأن الذي يفرض «المفروض»، ويقيم له وزنا، أو فإن تبادل الرأي هو الأنجع على كل حال، ليصل المرء إلى قناعات جمعية، متى تحققت في التبادل، والمشاركة بين الأطراف، ينتفي الفرض، ويخفف من لهجة الإقسار..

إن تراكمية «المفروض» في سياسة التربية، والتنشئة، وعلاقات الرؤساء بمرؤسيهم، والجار بجاره، والعامل بربه، والزوج بزوجه، والزميل مع من يقْدُمُه، والكبير مع الصغير، تقف حجر عثرة في أمر تمرير الكثير مما يمكن أن يمر بسلاسة، ويقر بلطف، ويتعالى في النتائج الموجبة من ثمار الشراكة الواعية بين الأفراد...!!

فهل تعاد صياغات المتراكم من ثقافة «المفروض» وما على شاكلته، فيما يتطلع إليه الأفراد من تغير إيجابي نحو شراكة بناء..، وتصحيح اعوجاج..، وإنماء بذور..؟!

هناك أبعاد..، وأبعاد، أليس يليق التفكُّر فيها ممن يعملون على تطوير الذوات..، وإن كانت ذواتهم..؟!

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب