23-10-2014

الحالمون والهوامير!

البسطاء أحلامهم كبيرة، وهذا حقهم، ولا حق لأحد أن يحطمها أو ينتقص منها، ومن هؤلاء البسطاء وهنا أعني كل أولئك الذين لا يستطيعون عد الأصفار عندما تدخل الأرقام في دائرة الملايين، ومنهم كل ما لا يملك سوى الأحلام ومبالغ جمعها بالكد والتعب والديون ليحقق شيئاً يكفيه هو ومن يعول في زمن يأكل فيه الجشعون والأنانيون الأخضر واليابس.

سوق الأسهم في بلادنا يكثر فيه أصحاب الأحلام، ومن يبحثون عن ثراء سريع ينقلهم من حال إلى حال، كما يكثر فيه الأثرياء الذين لا يتوقف طموحهم البشري المشروع أحياناً بتنمية ثرواتهم، إنه قاعة قمار كبيرة وأعتذر عن التشبيه، لأنني لم أجد شيئاً آخر يمكنني القياس عليه أو التشبيه به، لا معايير تحكمه ليس من ناحية القوانين الإدارية المنظمة للسوق، ولكن من ناحية المبررات العلمية والمنطقية للارتفاع والهبوط، كما أن ثقافة الاستثمار والتداول غائبة تماماً، تقوده الشائعات، ويحركه المضاربون، وضحاياه المخدوعون والحالمون، يزيد الثري ثراءً لأنه يعتمد على شبكة علاقات مع أثرياء آخرين ينسقون ويتبادلون المعلومات ويرسمون الأهداف، وفيه يزيد البائس بؤساً عندما ينساق خلف الشائعة ويأكل الطعم، ولنأخذ مثلاً ما حصل الأسبوع الماضي من مجزرة لضعفاء المستثمرين، ففي الوقت الذي رغب فيه المضاربون الكبار زيادة أرصدتهم المتضخمة أصلاً، استغلوا هبوط أسعار النفط لضرب السوق، والهدف كان مزدوجا: بث الرعب في قلوب فقراء الأسهم ليبيعوا أسهمهم بأبخس الأثمان، وتخويفهم ليبتعدوا عن السوق ويحلو الجو لهم للاستئثار باكتتاب البنك الأهلي!

الواقع يقول إن هبوط أسعار النفط أثرت على كل أسواق الأسهم العالمية، ولكن الهبوط كان معقولاً، بينما هنا تم إنزال المؤشر وكأن العالم في حرب عالمية! والمؤلم هنا أن المتضررين من مثل هذا التلاعب من صغار المستثمرين يصبون جام غضبهم على إدارة السوق، وهذا يعني أن كبار اللاعبين بالسوق يملؤون جيوبهم، وبذات الوقت يثيرون نقمة المتضررين على الدولة، وربما أن الوقت حان لتفعيل صندوق التوازن الذي سيحمي صغار المستثمرين من جهة، ويكبح جماح جشع كبار المستثمرين، أو الهوامير من جهة أخرى.

أكتب وأنا لست متخصصاً في الشأن الاقتصادي، لذا لا غرابة لو كان فيما أقول عمومية أو سطحية ربما، لكن هناك تأثير أكثر عمقاً على المجتمع وسلوكياته السياسية والاجتماعية والأمنية، وما حدث في 2006 لا أحد يريد تكراره خصوصاً أن هناك متربصين يريدون إقحام الحكومة في الحنق والغضب، رغم أنه غضب من جنون سوق حساس يتلاعب به من لا يملكون حس المسؤولية ولا يتمتعون بأخلاقيات الاستثمار السليمة، على كل من يريد الاستثمار بهذا السوق أن يحكّم عقله ويستشعر المسؤولية سواء كان من الحالمين أو من الهوامير، الكسب المشروع ليس في الإضرار والتلاعب والفهلوة.

سوق الأسهم في بلادنا يكثر فيه أصحاب الأحلام، ومن يبحثون عن ثراء سريع ينقلهم من حال إلى حال، كما يكثر فيه الأثرياء الذين لا يتوقف طموحهم البشري المشروع أحياناً بتنمية ثرواتهم، إنه قاعة قمار كبيرة وأعتذر عن التشبيه، لأنني لم أجد شيئاً آخر يمكنني القياس عليه أو التشبيه به، لا معايير تحكمه ليس من ناحية القوانين الإدارية المنظمة للسوق، ولكن من ناحية المبررات العلمية والمنطقية للارتفاع والهبوط، كما أن ثقافة الاستثمار والتداول غائبة تماماً، تقوده الشائعات، ويحركه المضاربون، وضحاياه المخدوعون والحالمون، يزيد الثري ثراءً لأنه يعتمد على شبكة علاقات مع أثرياء آخرين ينسقون ويتبادلون المعلومات ويرسمون الأهداف، وفيه يزيد البائس بؤساً عندما ينساق خلف الشائعة ويأكل الطعم، ولنأخذ مثلاً ما حصل الأسبوع الماضي من مجزرة لضعفاء المستثمرين، ففي الوقت الذي رغب فيه المضاربون الكبار زيادة أرصدتهم المتضخمة أصلاً، استغلوا هبوط أسعار النفط لضرب السوق، والهدف كان مزدوجا: بث الرعب في قلوب فقراء الأسهم ليبيعوا أسهمهم بأبخس الأثمان، وتخويفهم ليبتعدوا عن السوق ويحلو الجو لهم للاستئثار باكتتاب البنك الأهلي!

الواقع يقول إن هبوط أسعار النفط أثرت على كل أسواق الأسهم العالمية، ولكن الهبوط كان معقولاً، بينما هنا تم إنزال المؤشر وكأن العالم في حرب عالمية! والمؤلم هنا أن المتضررين من مثل هذا التلاعب من صغار المستثمرين يصبون جام غضبهم على إدارة السوق، وهذا يعني أن كبار اللاعبين بالسوق يملؤون جيوبهم، وبذات الوقت يثيرون نقمة المتضررين على الدولة، وربما أن الوقت حان لتفعيل صندوق التوازن الذي سيحمي صغار المستثمرين من جهة، ويكبح جماح جشع كبار المستثمرين، أو الهوامير من جهة أخرى.

أكتب وأنا لست متخصصاً في الشأن الاقتصادي، لذا لا غرابة لو كان فيما أقول عمومية أو سطحية ربما، لكن هناك تأثير أكثر عمقاً على المجتمع وسلوكياته السياسية والاجتماعية والأمنية، وما حدث في 2006 لا أحد يريد تكراره خصوصاً أن هناك متربصين يريدون إقحام الحكومة في الحنق والغضب، رغم أنه غضب من جنون سوق حساس يتلاعب به من لا يملكون حس المسؤولية ولا يتمتعون بأخلاقيات الاستثمار السليمة، على كل من يريد الاستثمار بهذا السوق أن يحكّم عقله ويستشعر المسؤولية سواء كان من الحالمين أو من الهوامير، الكسب المشروع ليس في الإضرار والتلاعب والفهلوة.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب