نساء القصيم وإدارة الاقتصاد

- نورة بنت حمد الشبل

المرأة السعودية في مختلف الميادين العامة مهنيةً كانت أم علمية لازالت محور الاهتمام والرعاية في بلادنا المباركة، خاصة في السنوات الأخيرة التي شكلت فيها علامة فارقة في مسيرتها الفاعلة في تنمية المجتمع مستندة بذلك على ما قدمته لها القيادة الرشيدة لتكون بذلك أهلاً للثقة والمسؤولية التي مُنحت لها عندما تولت زمام العديد من المناصب الإدارية والقيادية في الدولة.

أما على صعيد المقدرات المالية فقد حازت على مكانة كبيرة وقدرة فائقة على إدارة الاموال وتصريفها وهذا ما أشارت إليه التقارير الصادرة عن البنك الدولي بأن سيدات الأعمال العربيات يمتلكن ما قيمته 14% من المؤسسات المالية، أما ما يتعلق بالمرأة السعودية على وجه التحديد فإنها تدخر في البنوك ما يقارب 45 مليار ريال، وقُدرت قيمة استثماراتهن العقارية في المملكة بما يقارب 120 مليار ريال.

كما تمتلك المرأة السعودية ثلث حسابات الوساطة المالية و20% من رأسمال الصناديق المشتركة و40% من الشركات العائلية، و20% من السجلات التجارية السعودية.

وليس هذا فحسب بل إن النساء السعوديات حققن في مجال الاقتصاد ما تضيق به صفحاتنا لتدوينه لتحقق بذلك قفزة حضارية يسجلها التاريخ بكل اعتزاز وفخر.

وفي منطقة القصيم تحديدا ساهمت المرأة بالعديد من المشروعات الاقتصادية وأثبتت جدارتها بكل اقتدار في البيع والشراء وامتلاك العقار وإدارة مصانع التمور والعمل بها، ومصنع الفحم الذي يعد الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية وعلى مستوى المنطقة.

ويأتي منتدى فرص الاستثمار الصناعي بالقصيم الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير المنطقة ليكون بمثابة التوثيق لدور المرأة الرائد في هذا المجال إذ تشارك فيه مع أخيها الرجل في دفع عجلة التنمية والاقتصاد.

ويحتل موضوع عمل المرأة في هذا المنتدى جانبا كبيرا من الأهمية ليس على مستوى المملكة فحسب وإنما في بقية الدول التي تعقد له المؤتمرات والندوات وورش العمل لمناقشة مشكلات التوفيق بين الأوضاع الأسرية والعملية ومناهج ربط عمل المرأة بالتنمية وإدماجها في الخطط والبرامج التنموية، ويساعد على ذلك التطور الذاتي للمرأة في جميع المجالات الثقافية والعلمية وإدراكها لدورها في تنمية مجتمعاتها وحرصها في الانخراط أو البحث عن الفرص التدريبية والتأهيلية لرفع كفاءتها المهنية تلبية لحاجتها أولاوحاجة المجتمعات من حولها.

وتقف «السيدة القصيمية» اليوم على أرض صلبة من العلم وحصيلة لاحد لها من الثقافة والفكر لتكون بذلك نموذجا مرجعيا للأخريات اللواتي تجاوزن العقبات ليصلن إلى ما هن عليه الآن من إنجازات تتحدث عنها الأجيال.