نحو إنشاء مجمع لغوي وطني

يعد إنشاء مجمع لغوي في هذا الوطني يعنى بشأن لغة العرب أمراً ملحاً وضرورياً لأن هذه البلاد مهد العرب والعروبة، ومهد لغتهم العربية، ونزول كتاب الله تعالى القرآن الكريم بلغة العرب لا بلغة غيرهم.

والدعوة إلى إنشاء مجمع لغوي وطني لكثرة الأغلاط (الأخطاء) اللغوية في مختلف وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع، فهناك الأضداد من الكلمات والعبارات من يستعمل المعنى غير المختار وغير المألوف، ويهمل المختار والمألوف.

وهناك المولّد من الكلام، وهو المحدث يستعملها أغلب كتابنا ومثقفينا حان الوقت إلى اعتمادها دون تردد أو إلغائها في حالة بعدها عن المألوف في الاستعمال.

وهناك كلمات أعجمية عرّبها العرب وحولوها من ألفاظ العجم إلى ألفاظهم حان الوقت لتعريبها، فهناك أكثر من خمسين كلمة أعجمية وردت في كتاب الله (القرآن الكريم) أصلها كلمات فارسية كأباريق وشيطان وإبليس. كما أن هناك كلمات أصلها حبشية كأرائك ودرى وكفلين (نصيبين)، وأخرى أصلها سريانية كسرادق ويم وطور أو أصلها تركية قديمة: غساقاً، أو أصلها هندي: مشكاة أو أصلها قبطي: هيت لك؟

وكلمة (مصحف) التي سمي بها القرآن الكريم نفسها معربة من اللغة الحبشية (الإثيوبية)، وهي: مشتقة من (صحف) ومعناها بالحبشية»: كتب.

وكلمة (القاموس) أعجمية معرّبة، ومعناها البحر أو معظم مائه.

وهناك كلمات في اللغة العربية من المناسبة إهمالها، مثل: كلمة (أيدت فلانة على أمر كذا)، ومعناها اللغوي: اجتمعت معها على ذلك الأمر.

وهناك عدة أفعال نستطيع استعمالها كبديل للفعل (أيد) تعطينا المعنى نفسه، مثل: اتفقت معها وأيدتها. ورأيت رأيها ووافقتها.. إلى آخر ما هنالك من أفعال كثيرة في اللغة العربية تؤدي المعنى نفسه.

فهل حان الوقت لكي ننشئ (مجمعاً لغوياً وطنياً) يعنى بشؤون العربية لغتنا التي أصبحت - بكل أسف- من يبذل في الخفاء جهداً جباراً متواصلاً لتغيير لغة أبنائنا وبناتنا من لغتهم الحيّة التي نزل بها كتاب الله (القرآن الكريم) تخليداً لخلودها أبداً إلى ما شاء الله إلى لغات أجنية بعيدة كل البعد عن مجتمعاتنا الإسلامية العربية الأصيلة.

كما أن هناك من يقوم بإيهامهم - بكل أسف- بأنها ليست من اللغات العالمية -كذباً وزوراً وبهتاناً- لتحقيق مآرب أعداء العروبة الذين يسعون صباح - صباح مساء- إلى النيل من شموخها التي استطاعت أن توحّد ألسنتهم منذ مئات السنين رغم أنف المحاولات الضالة المضلّلة التي ثبتت - بكل شموخ- في عواصف القرون الوسطى وعصر الانحطاط، وها هم - لا يزالون- يحاولون محاولة يائسة بائسة في الولوج من أوسع ميادين العمل والعلم والتعليم والنهضة! يوجهون زبانيتهم المولعين بحضارتهم بفرض لغات أجنبية كاللغة الإنجليزية كلغة إلزامية في مراحل التعليم العام رغم أن هناك دولاً في الاتحاد الأوروبي كالدانمارك رفضت رفضاً تاماً فرضها كلغة ثانية في كافة مراحل التعليم العام والجامعي والعالي، وإنما تركت تعلمها لمن يرغب في معاهد اللغات الخاصة.

- طلال محمد نور عطار

للتواصل/ ص ب 45032 جدة 21512