هؤلاء.. لماذا يخالفون أنظمة الحج!

قال الله سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } وقال عليه الصلاة والسلام (عليكم بالسمع والطاعة وأن تامر عليكم عبد حبشي) ومعلوم أن طاعة ولي الأمر طاعة لرسول الله ومن ثم هي طاعة لله سبحانه ومن هنا أشير إلى ما نشرته صحفنا خاصة جريدة الجزيرة خلال أيام الحج عن المخالفات التي ارتكبها مئات الآلاف ممن حجو دون تصاريح أو أرادو الحج ولكنهم لم يتمكنوا ومن ذلك:

- قالت إحدى الصحف أن الجوازات أصدرت قرارات بحق 52 مواطناً و15 مقيماً لنقلهم مخالفين لتعليمات الحج بمحاولتهم الدخول إلى المشاعر المقدسة دون تصريح حج وقالت أخرى إن الأمن العام أعلن عن إعادة 48860 حاجاً لا يحملون تصاريح الحج إلى جانب إعادة 25216 مركبة غير مصرح لها بدخول المشاعر وقالت الأخرى إن الجهات الأمنية بالهدي تمكنت من كشف وضبط الحجاج المتسللين الذين اتخذوا صخور قمة الهدى ملجأ يتحصنون فيه بعيدا عن الأنظار الساهرة وانتظار مركبات التهريب وقالت إن هناك أكثر من 185517 من الحجاج غير النظاميين لا يحملون تصاريح حج واستطاعو دخول المشاعر المقدسة وقالت إنه حسب آخر إحصائية للأمن العام تمت إعادة 351681 شخصا كانوا ينوون الدخول إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج دون تصريح وأخيراً تم ضبط 35 مخالفة استخدام الغاز مع أفراد بالمشاعر إلى جانب إحالة محتالي 51 حملة حج وهمية إلى التحقيق تمهيدا للمحاكمة من خلال ما تم سرده أقول:

لا شك أن الحج أحد أركان الإسلام وأنه واجب على كل مسلم قادر مالياً وجسمياً وأنه مرة واحدة في العمر ولا شك أن تنظيم الحج وتحديد الأعداد في كل عام ولكل دولة إسلامية يمنح الفرص لمن أراد الحج وبنفس الوقت يعطي المملكة إمكانية خدمة الحجيج ليؤدوا حجهم بكل يسر وسهولة ومن أجل ذلك فقد سنت حكومتنا الرشيدة أنظمة ترضي الجميع ومن حرص المملكة على التوسيع على الحجاج في مشاعرهم سنت نظاما يقضي بأن لا يحج المواطن أو المقيم وفقا لقدرته وإمكانياته فقط بل حددت مضي خمس سنوات حتى يسمح للمواطن بتكرار الحج وذلك بمنحه تصريحا بذلك وحقيقة أن هذا النظام مرض ومقنع غير أنه من المؤسف أن هناك مواطنين ومقيمين يحاولون الحج بأية طريقة وبدون تصريح كما رأينا في المقدمة أن مئات الآلاف حجوا بدون تصريح ومئات أخرى أعيدوا من عند المداخل إلى مكة المكرمة وهؤلاء المتسللين من خلال جبال الهدى كيف أجازوا لأنفسهم بالمخاطرة بأرواحهم إلى جانب مخالفتهم الأنظمة ولا شك أن حجهم لو تمكنوا فسيكون مشكوكا بصحته لأنه مخالف لأمر ولي الأمر فمثل هؤلاء كيف يتجرأون على تخطي أوامر ولي الأمر ألا يعلموا أن طاعة ولي الأمر واجبة التنفيذ والأسوأ من ذلك تجرؤ الناقلين لهم وهؤلاء لا شك يعرفون معنى المنع ولكنهم يقدمون على أفعالهم تلك طمعا في المادة بل الأسوأ من كل هذا تلك الحملات الوهمية لا أدري كيف يتجرؤون على تصرفاتهم الرعناء أين الخوف من الله وأين الخوف من العقوبة النظامية؟ والذي يحز في النفس أكثر أن استخدام المواقد والغازات ممنوع منعا باتا إدخالها إلى المخيمات حفاظا على سلامة الحجاج من حدوث حرائق سواء أكانت قدرا أو تعمدا وقد سبق أن اكتوى الكثير من الحجاج بتلك الحرائق خاصة في مشعر منى فإلى متى لا يتجاوب حاملو أجهزة الغاز معهم إلى المشاعر ألا يدخل هذا العصيان تحت مظلة الآية الكريمة {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } حقيقة أن حكومتنا الرشيدة تبذل الجهود الجبارة بكل أريحية من أجل أداء الحجاج مناسكهم بكل يسر وسهولة وهذا يتمثل بتيسير وتوفير كل ما يحتاجه الحاج من مأكل ومشرب ومسكن ومواصلات فمن أجلهم أوجدت الأنفاق ومن أجلهم أوجدت القطارات كل هذا من أجل تخفيف معاناتهم ودولتنا أعزها الله لا تريد مما تفعل جزاء ولا شكورا من إنسان أو دولة وإنما تنتظر ذلك من رب العباد الذي جعلها قائمة وساهرة على أمن الحجيج وشرفها بخدمة الحرمين الشيفين ولا شك تلك الخدمة التي أحب خادم الحرمين الشريفين أن تكون اسما له هي عز وشرف له علما أن ما تقوم به الدولة من جهود لتلك الجموع بأوقات وساعات وأيام محددة لا تستطيع أن تقوم به أي من الدول مهما كانت قدراتها لأن إدارة مثل تلك الحشود التي قد تتجاوز المليونين وقد تصل إلى الثلاثة في أوقات محددة أمر عصي على الآخرين مهما يدعي المدعون ولذا فمن واجب دولتنا عدم التراخي أو التساهل في تطريق أنظمة الحج لأن ذلك يساعد على نجاح الحج وتيسيره بإذن الله من هنا أدعو إخواني المواطنين والمقيمين ضرورة الالتزام بالأوامر التي تنظم الحج لأن ذلك يصب في مصلحة المسلمين عامة والمملكة خاصة أما من حج من المقيمين بأية طريقة غير نظامية ويمكن التعرف عليه فمن الواجب أن يثبت حجه في جوازه وإقامته ليسقط من حجاج دولته ولتمنح الفرصة لغيره ممن ينتظر الدور فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأدم لدولتنا العز والتمكين وأعنها على واجباتها تجاه حجاج وعمار بيت الله الحرام.

- صالح العبدالرحمن التويجري