25-10-2014

(النمر.. «المتمرّد».. وإيران!)

المملكة العربية السعودية، منذ قيامها وهي تعيش حالة نادرة من الأمن والأمان والاستقرار بفضل الله، ثم بحنكة قيادتها، وما يعيشه مَن حولنا من قلاقل واضطرابات وتقلبات، تقوده ثورات عاصفة، أعادت أصحابها إلى الخلف المتخلف عشرات السنين، جعلت منطقتنا تعيش دوامة غير محسوبة، هيأت الفرص للتدخلات غير المرغوبة، وأمام هذه العواصف الهوجاء، ثبتت قوة ومتانة وصلابة نسيجنا الاجتماعي، وتفهمه للمخاطر المحيطة، رغم ما يكتنفه من أصوات شاذة، تريد جر البلاد لوحل هذا التخبط من حولنا، ومع ذلك زادته قوة إلى قوته، ونحن في بلادنا، ندرك أننا كغيرنا لدينا من يخالف في المذهب وهو يدرك أنه من القلة القليلة، وبنسبة غير معتبرة بالقياس، مرّت السنون والقرون على وطننا، والجميع منسجم مع الآخر في منظومة اجتماعية، متناسقة، ومتسقة، بالكاد أن تعرف ما يخالف مذهبك، إلى أن جاءت ثورة الخميني في إيران، وبدأ معها التغير التدريجي في الفكر الشيعي بالذات، نحو التوسع والتصادم، محيياً بذلك عهد الفتن التي وضع بذرتها جده عبد الله بن سبأ، وبدأت إيران مع الثائر الخميني، تكشر عن أنياب مجوسيتها وصفويتها، وأطماعها، وليس بخاف على الجميع محاولاتها التخريبية بالمملكة في مواسم حج سابقة، ومحاولة التدخل بشئون البحرين، وحضورها اليوم في سوريا والعراق وأخيراً مع الحوثيين في اليمن، كل ما سبق أهدافه وأجنداته واضحة وجلية، واليوم الإعلام الإيراني خاصة الشعبي منه، ينظم هجوما على المملكة من خلال بوابة المدعو (نمر باقر النمر) أحد أبناء العوامية، التابعة لمحافظة القطيف، هذا النمر استطاع أن يعض اليد التي قدمت له ما لم يحلم به، فيما لو كان إيرانياً، وهو يدرك تخبطات النظام الإيراني مع شعبه، الذي يعيش تحت خط الفقر، بسبب تخبط سياسته، المدعو النمر من رأى خطبه الشاطحة الشاحنة، يجزم بأن قلبه مملوء بالحقد على هذه البلاد وقيادتها، ويجزم بولائه التام لأسياده الفرس الصفويين دون أدنى شك وقد أعلنها مرارا وتكرارا، ودعا بصراحة ووقاحة إلى إسقاط الدولة السعودية واستقلال العوامية، وقد أثبت القضاء الشرعي كل دعاواه، وأدانه بها، مما يشي بتلوث فكره بالخبث المجوسي الصفوي، الذي تشربه من خلال التحاقه بإحدى الحوزات الإيرانية هناك حتى لوث عقله تماماً وشحنه مع الوقت بالفكر الخميني العدواني، وبقى كالحرباء، يتحين الفرص، حتى جاءت هذه الثورات، وظن أنها الفرصة، ليخرج علينا بشطحاتهلعدوانية، حتى فضحه الله على رؤوس الخلائق، وتم القبض عليه، وتمت محاكمته محاكمة شرعية، وصدر بحقه الحكم الشرعي اللازم في مثل حالته، مما أثار حفيظة أسياده وطفقوا يتوعدون ويهددون استقرار هذه البلاد، وموقع التواصل الاجتماعي»تويتر» كشف لنا بعض المعتوهين ممن تعاطف معه من بعض الكتاب الذين هم على مذهبه، وهم يدركون خطأه، لكنها الحمية والعصبية العمياء، ذات الأبعاد السياسية الحمقى، والمشكلة الكبيرة التي لم أفهمها بعد، أن النمر وأشياعه والمتعاطفين معه لم يفهموا اللعبة الإيرانية التي لا تتقاطر معهم في العرق، شيعة عرب وشيعة فرس صفوية، وليس ثمة عاقل لا يدرك الفوارق بين العرب والفرس الصفوية من حيث الحقد الصفوي على كل ما هو عربي، ولم ينظر الشيعة العرب الجهال إلى الأعمال الإجرامية التي يرتكبها هؤلاء الفرس الصفوية في إيران بحق أهل السنة في الأحواز من قتل وتعذيب ومحاولة لطمس هويتهم وتجريدهم من أدنى حقوقهم، إيران تكيل بمكيالين والحالة تلك، ستعدم إن لم تكن قد أعدمت المرأة السنية (ريحانة جباري) من الأحواز العربية في إيران، بسبب دفاعها عن شرفها وقتلها الضابط الشيعي الذي حاول اغتصابها، يدافعون عن خبيث خان وطنه عياناً بياناً، ويؤلب عليه من كل جانب، ويتخابر ضده، حتى ثبتت عمالته الخبيثة، ويعدمون السنة في الأحواز، إنه الكيل بمكيالين، إيران ومعها المتعاطفون في محيطنا، لم يقرأوا تاريخ الدولة السعودية جيداً، أمن واستقرار الوطن، خط أحمر، تقطع اليد التي تقترب منه، مجرد اقتراب، وإيران ومعها الشاذون من أبناء العوامية، لا يجهلون وقوف الدولة في وجه السنيين من أبنائها، وكيف وجدوا أمامهم العقاب الصارم دون هوادة في أكثر من حادثة، فأحكام الشرع على الجميع شيعة وسنة، طالما أنهم ارتكبوا الجرائم، ناهيك عن جريمة العمالة والخيانة، والمراقب المنصف يعلم أن الدولة لا تعرف المحابات في قضايا تمس أمنها ولا تقبل مجرد الحديث حولها، فما صدر من حكم شرعي في حق قاتل أو مجرم يهدد البلاد، فالحكم منفذ لا محالة، إلا في مسائل لها ظروفها وأحكامها، بلادنا واحة أمن يتفيأ الجميع ظلاله، وهي مساحة تقبل الجميع، ما عدا هؤلاء الخونة، حتى ولو كانوا من أبنائها، سنة أو شيعة، فبالأمن تعيش الدولة ومن عليها وبضدها تتميز الأشياء، ويبقى (نمر النمر) متمرداً، يمثل نفسه، ولا يمثل غيره، ولا بد أن يلقى جزاءه الرادع، ليكون عبرة للعملاء والخونة أمثاله، ليتتب الأمن ويستقر الوطن، حفظ الله بلادنا من كل سوء، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.. ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب