25-10-2014

طأفنة الصراع اليمني أنموذجاً!

يبدو أن دخول تنظيم القاعدة على مسار الأزمة السياسية في اليمن، وتصعيد هجماتها ضد الحوثيين في مناطق مختلفة من البلاد، سيكون بداية لمرحلة جديدة من المواجهة بين الطرفين. على الرغم من وجود تنسيق، وتبادل أدوار بينهما أيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح؛ خدمة لأجنداتهما، والتي التقت في خلق حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار في اليمن، إلا أنها ما انفكت تتناقص باطراد؛ لأنها لم تكن مبنية يوما ما على علاقة مشروع تكاملي، أو تحالف إستراتيجي.

الحرب المعلنة بين تنظيم القاعدة، وجماعة الحوثيين، ازدادت وتيرتها خلال الأيام الماضية، وذلك عقب اشتعالها في أكثر من مكان.

وما بين رمضاء الطائفية، ونار التطرف سيطول الصراع، بعد أن دخل على الخط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - بشكل علني -، مهددا بنقل المعركة إلى قلب محافظة صعدة - المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين -، وهذا ما أكده - الناطق الرسمي لتنظيم القاعدة - مأمون حاتم في كلمة له، بعد سيطرة التنظيم على منطقة العدين في محافظة إب، حين قال: « نحن إذا بدأت المعركة، والله لن نوقفها إلا في صعدة «.

انزلاق الأمور إلى نزاع طائفي أمر متوقع، - خصوصا - وأن تنظيم القاعدة يتمتع بمرونة في الحركة، وقدرته على المناورة، - إضافة - إلى وجود حواضن له بين بعض القبائل.

وفي المقابل، فإن العامل الطائفي، والذي يتمتع به الحوثي، تمثل في كسب تعاطف العائلات الهاشمية، والزيدية، وتنظيمها بشكل يحد من التوسع السني؛ من أجل إشعال فتيل حرب دامية، ذات أبعاد مذهبية، وطائفية، وفكرية في المقام الأول، والعمل على تمرير مشاريعهما الخاصة.

عن معادلة القوة على الأرض، سيشكل اليمن خطرا على الأمن - الإقليمي والدولي -.

وأخشى أن تتحول صعدة إلى بؤرة صراع إقليمي، يشابه تماما ما يحصل في سوريا، والعراق.

والدخول بعد ذلك في حرب استنزاف طويل بين أطراف المعادلة في اليمن.

وقراءة هذا المشهد، تمليه علينا قراءة الأحداث - زمانا ومكانا -؛ بسبب اختراق تلك التنظيمات الإرهابية بقوى سياسية محلية، وأطراف إقليمية لها مصالحها المشتركة في المنطقة.

وعليه، فإن خلق جبهة جديدة؛ لمواجهة الطائفية في اليمن، سيكون مرهونا بتعطيل أبعاد خارجية، والإسهام في وقف تدخل أطراف دولية، تحت ذريعة محاربة الإرهاب؛ حتى وإن لم تتفق تلك السياسات مع طبيعة العلاقات الإقليمية القائمة.

فخدمة المصالح الإستراتيجية لدول الخليج العربي، تقتضي التقاطع مع السياسة الإيرانية؛ للحيلولة دون تحقيق أهدافها؛ ولأن إيران هي المسرح التاريخي لمعظم المنازعات، والحروب في المنطقة، فإن مضاعفة النزاع الطائفي بين تنظيم القاعدة، وجماعة الحوثي، سيؤزم الوضع القابل للانفجار في اليمن؛ لأنه أصبح الصابغ الأساس لهوية الفرد.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب