25-10-2014

فتات من عام مضى...!!

اليوم الأول في أول شهر من السنة الهجرية السادسة والثلاثين بعد القرن الرابع عشر..

اليوم نستعيد عاماً مرَّ بخيره، وبشره..

فيه نهضنا كثيراً..،

تجددت دماء المجتمع حولنا في قطاعات كثيرة..،

حملة التطهير للفساد في قطاعات الأعمال، وبين كل منتمٍ لعمل مسؤولاً، وسائلاً أخذت زخرفها..

محاولات تجاوز العجز في مرافق الخدمات العامة على أشدها..

إعادة ترميم البنى التحتية داخل المدن، والإضافات المفرحة توسعةً..، وتعميراً..، وخدمات موقدة نيرانها..!

الحماس في عروق الشباب للعطاء، والاكتساب تخطى فوَّهة براكينه..

التقارب بين الرئيس والمرؤوس..، وسن قوانين أداء الواجب..، والمطالبة بالحق تجلّت واضحة بأريحية في المعاملات على اختلافها..

المكاشفات بين المخطئ والمصيب أخذت نحواً من المصارحة المقبولة، والمطارحة الشفيفة..

امتدت المحاريث لتربة العقول، والأفكار، والصدور،..

وأشعلت فيها رغبات التنافس الإيجابي لتطوير الذات..، واللحاق بمواكب المتقدمين..، أو المكتسبين كحد أدنى في الطموح الفردي..

فالعاطل بث فيه الأمل...،

والمحتاج للتنوير وجد له سبيلاً لإقالة الزلل،..

والمجتهد وضع قدمه على جادّته..، والمتقاعس نفض ستر الغفلة عن عينيه..!

لكن في الوقت ذاته فقدنا كثيراً..

كل المكاسب إنماء للأرض..، وللفرد..، وللتاريخ..، والزمن..!

لسنة قادمة..، لمعاش أكثر سعة..، ولعمر أكثر بهجة..

وكل الخسائر تنصب في هذا التغيُّر المفاجئ في سلوك الأفراد.. ليس نحو التطوير بل نحو التوريط..

ورّط نفسه فرد هرول بدعوى التطور، وهو يلهث مقلداً..، فتحلل من كثير من القيم،!!

وتفسّخ آخر عن عديد من الفضائل.. بحجة القفز على التقليدي!،!!

رمى ثوب العفاف من كان الفضائيات نافذته فارتدى خروق التقليد..،

وهناك من سمح لريح الغش أن تبث غبارها فيه..،

فخلط بين المفاهيم..، وسيَّد بسلوكه فرقة اختلاف الرأي..، وما يتناص معها من الخلافات الأخرى...

مع أنه كان على كلمة سواء،..

فلا للون..، ولا لعرق..، ولا لطائفة..، ولا لمذهب..، ولا لطبقة أي أثر كان في لحمة الجيرة..، والرفقة..، والأخوة..، ود

فالجباه تسجد في صف واحد للرب الواحد..

والجميع يتكافل الجميع.. واللقمة في الرغيف تكفي الجمع اللفيف..!

زل من زل.. لأنّ الدنيا انقلبت على ظهر مجنِّها..،

وأخطأ من أخطأ.. لأنّ العالم في شتات..

لكن بقيت لفسحة هذه الأرض خضرة ثراها، وسمائها..،

وبياض أركانها وأسوارها..، ونقاء محتدِّها، وصفائه...!

عامٌ جديدٌ نعيد فيه قراءة صفحاتنا..

لنشطب على ما اغبرّ منها..،

نعيد تطهير ما تكدّر فيها..،

نسقي ما اخضر نحتويه..

نقطف زهور ما أثمر نتذّوقه..

و............

سنة بيضاء كالحليب لكم جميعكم..

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب