26-10-2014

«نزاهة» واستحلاب الفتاوى..!

تلقت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» فتوى بتحريم استخراج التقارير الطبية من أجل الحصول على إجازات بغير عذر، من قبل المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء عبدالعزيز آل الشيخ، وذلك بعد أن طلبت «نزاهة» من كبار العلماء فتوى بهذا الخصوص.

استحلاب أو استدعاء الفتوى من اجل كل موضوع وقضية هو امر يعيق عمل الهيئة وتأثيرها المتبقي!

لكن هذا مجرد جانب واحد من موضوع متعدد الاوجه. احيانا يعتقد او تعتقد الجهة المستوردة او المستعينة أو المستعيرة بالفتوى -كما تستعير بخبير اجنبي،او لاعب محترف،انها ستحقق تقدماً أو اختراقاً مهماً،في ظل غياب دورها المأمول.

سيكون الموضوع اكثر تعقيدا حين يتجه جهاز رقابي تحديدا للفتاوى الدينية، والمواعظ وغيرها،ضمن حملتها الإعلامية او النفسية غير المحسوبة، والمتكررة لدرجة الملل ودون تأثير يستحق الذكر - على الأقل حتى الان -،في ظل شبه عجز لتحقيق اختراق مهم في الواقع أو نجاح نموذجي يرفع البعض من قيمتها وفعاليتها وحضورها الفعلي!

الفساد أو النزاهة لَا تحتاج الى فتاوى في القضايا الدقيقة،والتعاملات اليومية،مثل الحضور والانصراف من العمل،والإجازات المرضية مثلا وتزويرها، هنا يتحول الامر وكأنها لا تعرف أن قضايا كهذه لا تحتاج إلى فتوى..!

فالأجهزة الرقابية يفترض ان تكون لديها أنظمة صارمة جدا،واجراءات واضحة وحازمة يمكن لها ان تحارب من خلالها الفساد وتكرس النزاهة .

وحدها الإجراءات الصارمة والعادلة، والمكافآت المستحقة تستطيع ان تحقق ذلك وأكثر .

وحدها الاجراءات الادارية والقانونية المطبقة بدقة يمكن لها ان ترفع الجودة في الاداء والامانة.

اضف إلى ذلك ان مواضيع مثل الاجازات المرضية -مثلا- يجب ان يحاسب فيها المراكز أو المستشفيات التي تكذب في تقريرها، عبر وزارة الصحة -ان استطاعت إلى ذلك سبيلا -،كما ان الحضور والانصراف أمور يمكن التغلب عليها بتقنيات متاحة مثل التوقيع الإلكتروني أو البصمة الالكترونية في القطاعات الحكومية..الخ..

اعتقد ان نزاهة تحتاج لعقل او جهاز إعلامي واع يتعامل مع امكانياتها المتاحة بواقعية،ويبعد عنها شبح التوقعات المرتفعة.

هي بحاجة للتوازن الإعلامي بما يتوافق تماما مع حجم تأثيرها الفعلي في البلاد وقدرتها على مواجهة الفساد أو الحد منه في مختلف المستويات والتراتبية الإدارية.

لكن يبدو ان إستراتيجيتها الإعلامية الوحيدة تتمثل بالتواجد الإعلامي،ثم التواجد الإعلامي مجددا دون فعل أو حراك .. وهكذا!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب