مأساة الأجيال المهدرة

سعادة رئيس التحرير

انتابني شعور عميق بالأسى وأنا أتمعن ما جادت به عملاقة الأدب موسوعة الاطلاع والإبداع الدكتورة فوزية أبو خالد أمس الأربعاء 28-12 العدد 15364 . لقد «جابت العيد» هذه المرة، وأود أن أشاركها والقراء قصة المستكشف الذي لاحظ كثرة الثعابين في أحد أدغال أمريكا الجنوبية، وعرف أن السبب يرجع إلى أن المكان موطن لطير يضرب أعشاشه في أعالي الأشجار، حين تحضن أنثاه عدداً وافراً من البيض، يفقس أكثره لكن الطير يفقد الكثير من فراخه لأنها تحاول الطيران قبل استعدادها لذلك فتصبح طعاماً للمخلوقات القابعة تحت الأشجار.

عبرة الربيع العربي من ذلك هي أن الدولة السعودية وجدت نفسها وهي تحاول خلال قرن من الزمان رعاية (فرخها) العربي ومنعه من السقوط بدءاً بوضع السياج حول العش وصولاً إلى وضع الشباك تحت العش ليتلقف الفرخ لو حاول الطيران على طريقة بهلوانات السيرك.

كثير هم الكتاب والمفكرون الذين دخلوا مرحلة القنوط قبل الاطمئنان على ثبات أسمائهم (legacy) لأنهم «طاروا» بدون أجنحة، وعلى البقية أن ينصفوا الدولة السعودية التي منعتهم من السقوط، قبل أن يصلوا إلى سبب وحقيقة كثرة الثعابين تحتهم. والله المستعان.

- منصور الحميدان