27-10-2014

بنات الدبابات

‏تفاجأ عددٌ من قائدي المركبات على طريق الملك عبدالعزيز جنوب دوار الكرة الأرضية بمدينة جدة عند الساعة الثالثة قبيل فجر يوم الخميس قبل الماضي بأكثر من عشر دراجات نارية رياضية تسير بسرعة عالية يقودها شباب أركبوا خلفهم فتيات. وتسبب فضول قائدي المركبات ورغبتهم في تصوير هذا المشهد، في إرباك حركة المرور.

المعروف أن جدة لا تنام، وحركتها المرورية لا تهدأ نهاراً ولا ليلاً. ولعل أفضل الأوقات للتحرك في جدة، هو ما بعد صلاة الجمعة بنصف ساعة، إذ تكاد تكون هذه المدينة الصاخبة غارقة في النوم! وما اختيار الشباب والشابات لهذا الوقت، إلا لمعرفتهم بأنه من أوقات الذروة المرورية، التي يستطيعون من خلالها تفويت الفرصة على من يحاول القبض عليهم، خاصة أنهم يقودون دراجات نارية، لا تستطيع أي سيارة مرور ملاحقتها في الشوارع الصغيرة.

إذاً، فهذا المشهد ليس إلا للفت الأنظار، ويجب التعامل معه على هذا الأساس، وعدم تحويله الى قضية اجتماعية، تهزُّ الأبدان. وكم أعجبني مقطع رجل الأمن الذي كان يستمع بكل أدب إلى الوعظ والإرشاد الذي كانت إحدى السيدات تدافع به عن نفسها، حينما أوقفها بتهمة قيادتها لسيارتها. واللطيف أنه يعرف أن السيدة الأخرى التي كانت بجانب السائقة، تصور هذه المحاضرة الهادئة، وتصوره هو بالتحديد، وهو في غاية الإصغاء.

إننا اليوم أمام ظواهر متوترة كثيرة، وينبغي علينا ألا نتوتر في التعاطي معها، بل أن ننتهج الحكمة والهدوء وطول البال.

مقالات أخرى للكاتب