27-10-2014

ورطة (البشكة) وعلاج ابن مساعد..!!

طلب أحدهم رأي محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق في أداء الدكتور حافظ المدلج عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم فأجاب «مع أن شهادتي مجروحة لكني أشهد بأنه كفاءة سعودية - عربية من الطراز الأول، ووجوده في أي منصب شرف وثراء للمنصب»..

وفي مكالمة هاتفية جمعتني بنائب رئيس الاتحاد الآسيوي يوسف السركال طلب مني شخصياً أن أكتب أن المدلج من أروع الشخصيات الآسيوية الفاعلة عملياً، ويتمنى استمراره بالمكتب التنفيذي الآسيوي وصولاً لأعلى المناصب، مستشهداً بفكره العالي والإجماع على شخصيته المتزنة..

شهادتان لرجل يتعرض منذ أكثر من ثلاث سنوات لأبشع عمليات التهميش حتى وصل الأمر لمحاولات إبعاده عن الحضور لأي مناسبة يحضرها رئيس الاتحاد الآسيوي أو غيره من القيادات بالفيفا..!!

واصل المدلج عمله تاركاً حياكة قصص التهميش ونظرات الغيرة والحرب الإعلامية وراء ظهره، فأصبح اليوم أحد أعمدة الآسيوي ورئيساً لأهم لجنة مستقبلية داخله، وهي لجنة التسويق..

المدلج هو حالة واحدة من حالات عديدة، تمثل الصورة البشعة للتعامل مع أهمية التمثيل والممثل السعودي كروياً بالخارج..

لا نعطي أهمية ولا دعماً ولا ثقلاً ولا حتى كلمة (شكر) ثم نطلب من ممثلينا أن يقلبوا القرارات النظامية، أو نصفهم بالفاشلين..!!

كانت المناصب الدولية إلى حد قريب محصورة بيد (بشكة) صغيرة تسيطر على رعاية الشباب واتحاد الكرة منذ عقود، حتى قرر الأمير نواف الدفع بمجموعة جديدة وصلت للجان القارية والدولية، ونجحت بشكل مذهل في أداء عملها، وأحدثت توازناً ملموساً وأهمية حاضرة للمطالب السعودية..

في عهد اتحاد الكرة الحالي عادت استراتيجية (البشكة) للظهور مجدداً، فأصبح اللعب على المكشوف بتخطيط عنوانه (مسح هوية اختيارات الأمير نواف)..!!

أصبحت الاختيارات مجردة من التعامل مع الأبعاد المستقبلية؛ فهي ساحة لإرضاء شهوة التعطش للمنصب وشهوة الانتقام من السابقين لدوافع شخصية بحتة، والضحية هنا كيان كروي وطني يترنح بينما الآخرون يصلون ويحققون امتياز التمثيل الفاعل..!!

ماذا قدمنا لممثلينا الرياضيين بالخارج؟؟

أتحدى أن يجيب أي مسؤول؟؟

لم يقدموا شيئاً أبداً..!!

لا اجتماعات، ولا تنسيق، ولا رؤية، ولا متابعة، ولا حتى تذليل للصعاب، بل ميدان للمؤامرات والخطط والاستحواذ الشخصي والعبث السقيم بمقدرات الوطن الإدارية، وكأنها دمى سخيفة..!!

عندما نبني كادراً بشرياً تتنامى علاقاته وخبراته الإقليمية والدولية، ثم فجأة وبمزاجية (البشكة) المزمنة نهدم هذا الكادر، وهكذا مع كل (بشكة) تعود أدوات الهدم والتغيير، فإننا أمام معضلة وطنية لا تليق باسم المملكة العربية السعودية أبداً..

أدرك أن ثمة (حائطاً) يتم بناؤه حالياً لصد مثل تلك الأفعال المدمرة، وأعرف تماماً أن ثمة تغيرات كثيرة ستطرأ خلال الفترة القادمة، بعضها سيكون مفاجئاً، لكني أطالب بالحفاظ على كوادرنا الناجحة وإعطائهم الدعم والمساندة والاهتمام بمتطلباتهم، وبعدها يمكن الحكم عليهم بعدالة تامة..

ممثلو الوطن هم قدرات بشرية متميزة، يجب أن يكون لهم التقدير والاحترام والدعم، وكذلك المحاسبة إن قصروا، لكن أن يتم تهميشهم من أجل الاستحواذ على مناصبهم فالأمر يتخطى المعقول ليصل حد (القفز على مبادئ الوطنية السعودية).

آمل من الصديق العزيز على القلب أحمد عيد أن يكون عوناً للشباب السعودي الواعد، وأن يمضي ليوقع صك إطلاق قدراتهم واكتشاف مكامن القوى لديهم بعيداً عن أي حسابات أخرى؛ فالعالم اليوم لا يؤمن سوى بالعلاقات والمصالح والتخطيط عبر ذلك، وإلا كيف وصل سلمان الخليفة برقم قياسي لرئاسة الآسيوي؟؟

وكلي أمل أيضاً بأن يولي الأمير عبدالله بن مساعد الأمر جل عنايته واهتمامه الدقيق؛ فليست المسألة قفزاً على واقع الكون بل منظومة متكاملة تعمل بهدوء وذكاء؛ لتحقق لوطنها مصالحه بأسرع الطرق..

هل يرضيكم أن ما تبقى من علاقتنا مع الفيفا هو التصوير مع بلاتر واستلام العلم التذكاري للفيفا منه؟؟

للأسف، هذا هو الواقع..

أعيدوا الأمر لنصابه، وكفاكم جرحاً للوطن..!!

قبل الطبع

لا تحرق أصابعك بإطفاء شمعة غيرك..

msultan444@hotmail.com- بريدة

@msultan444 :تويتر

مقالات أخرى للكاتب