28-10-2014

وهل غير المنعم يحسد

الحسد يؤجج الحقد وللحسد ديمومته في نفس الحاسد حتى قيل إنه من أشد الأمراض التي لا يرجى لها الشفاء. والحسد يمكن أن يكون من شخص إلى آخر وقد يكون من دولة إلى أخرى ومن هنا يتعاظم ما له من أثر وخطورة مما يكون الأشد والأنكى وهو متعدد الأسباب.

وقد ذكر الغزالي في الأحياء سبعة أسباب للحسد من بين أشدها سوءا العداوة والبغطاء. والحسد خلق ذميم وهو داعية النكد كما لابن عباس رضي الله عنهما وفي حال ما نحن فيه وما بلغناه في هذا البلد الآمن المطمئن من فيض النعم مثل ما صرنا إليه من تقدم ورقي وما صار لنا من المكانة وعلو الشأن والتمكين وإجلال وتقدير من العالم كله صار لنا من الحاسدين الحاقدين الكثير مما أغار صدورهم مثل هذا التميز لينالوه وينالوا ممن يعودوا لهم الفضل بعد الله في بلوغ مداه البعيد. إلا أن ما يحز في النفس ويبعث على الأسى والأسف أن يأتي ذلك من الأقربون ممن ربما تمنوا أن تصير هذه البلاد إلى ما صارت إليه بلدان عربية شقيقة ممن أصيبت بداء الخلاف والاختلاف الموصل للفتن وما لها من أضرار بالغة مما يصب في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين. لكن وبرغم ذلك كله نقول للحاسدين والحاقدين ومن يتربصون بنا وببلدنا هيهات أن تنالوا مرادكم ومراد من يقفون وراءكم فهذه البلاد حصينة منيعة قد حفظها الله وحفظ أهلها مثلما حفظها لدينه ومقدسات المسلمين والعناية بها وبمن يرتادون من المسلمين حجاج ومعتمرين وزوار لأشرف بقاع الأرض وأطهرها والتي قيض الله لها أولائك الرجال المخلصين الصادقين ليكون لهم شرف خدمتها والعناية بها وبالمسلمين قادة هذه البلاد الأوفياء ممن شانهم التيسير على المسلمين وخدمتهم مما يتناهى الجهد فيه خلال مواسم الحج من كل عام حين يصير تجنيد الطاقات والإمكانيات مما يشارك فيها المدنيين والعسكريين في خدمة حجاج بيت الله الحرام وللتخفيف عليهم من شدة التواجد في المكان الواحد وفي الوقت الواحد مما يتطلب عناية خاصة لاسيما وأن الكثير منهم من المسنين مما لا يخفى مدى أهمية توفير العناية والرعاية الصحية الفائقة لهم كل ذلك وما يصاحبه من سخاء في الصرف وبلا حدود مما هو شأن هذا البلد وقيادتها الرشيدة والذين تشهد لهم مواقفهم المشرفة لنصرة دينه وإعلاء كلمته وجعل كلمة الله هي العليا فيما من شأنهم الحسد والحقد يعيشون مرارتها نسأل الله تعالى أن يقينا ويقي ديننا ومقدساتنا وبلدنا شر الحاسدين والحاقدين.

a-n-alshalfan@hotmail.com

alshalfan@gmail.a.n.com

مقالات أخرى للكاتب