من تشتاق لهم قلوبنا وتتألم من الحنين

يا أرحم الراحمين .. يا أكرم الأكرمين ..

دعَوتُكَ من أعوامٍ وسنين..

أن تحفظ الأحباب والغالين..

وتمدهم بالصحة ويكونوا بالعافية مُنعمين..

وتشرح صدور من هم عن مرآنا بعيدين ..

ومن تشتاق لهم قلوبنا وتتألم من الحنين..

بعيدين كانوا أو قريبين .. ففي القلب هم دوماً حاضرين..

بحبهم ورحابة صدورهم متواجدين..

في جرس الهاتف يكون صوتهم من المفضلين..

وحكاياهم طيبة ومن طيبها نحن مستمتعين..

في كل لحظة سعيدة يكونوا في البال دائمين..

يغرسوا البسمة على محيانا أجمعين..

وتكتمل سعادتنا بضحكتهم كاكتمال نمو الجنين ..

يومٌ تلو يوم..

إلى أن تسارعت الأيام وازداد عدد المرضى والمصابين..

وتراكمت الأتعاب على جسدِ أطيب الطيبين..

يومٌ تلو يوم إلى أن ساء الحال وباتت (حصة) من الضعيفين..

عانت وتحملت .. تألمت وصبرت..

حتى عادت لدار أهلها المحببين..

عادت للرياض زائرةً مبتهجة برؤية الأصدقاء المقربين..

ويبدو أنها جاءت تُلوّح تلويحة المودعين..

بين يديّ بنتيها كانت .. وفي لحظةٍ انتقلت لرب العالمين..

رحلت رحيلاً مُفزِع وحزين ..

جمّد أجسادنا وجرّح أسماعنا صوت الأنين..

وتكدّست مجالسنا بقاصيٍ ودانيٍ مُعزين..

وتلاطمت شهقات نورة وانجي المتوجعين..

وجميلتك جميلة التي كنتِ تخشين عليها من أي حزنٍ دفين..

رحلتِ يا أم عادل وتركتِ أبنائك مكسورين..

عادل ومحمد وماجد المتألمين..

وصغيرك المدلل الوليد أتعبه الحنين ..

وعشيركِ المحزون بين المعزين ..

حائر ، أيُطبطب على أبنائه المحرومين !

أم يُضمّد نزيفُ قلبه الطعين ؟

بقوةِ إيمانٍ وثبات نقول : نعم إنك عند أرحم الراحمين .. عند من هو أكرم وأرحم من الأطباء والممرضين..

عند ربٍ نسأله أن يجعلكِ ممن بثمر الفردوس متمتعين..

وبنهر الكوثر مستسقين..

ويجعل أبنائكِ على فراقكِ من الصابرين المحتسبين..

ويجعل قبركِ روضة عليكِ من رياض الجنان الباردين..

سلامٌ عليكِ عمتي..

وسلامٌ على روحك الطاهرة التي ستبقى ذكراها خالدة إلى يوم الدين.

- العنود احمد الجابر