30-10-2014

هل داعش أخطر من هتلر؟

يمر الإعلام الغربي بما يشبه الهستيريا، وذلك عند حديثه عن الخطر الداهم الذي يمثّله داعش، هذا التنظيم الإرهابي، الذي جاء من اللا مكان، ثم تمدد حتى أصبح خطراً يهدد العالم أجمع، ومع ما نعرفه جميعاً عن همجية، وإجرام، وخطورة هذا التنظيم، إلا أن تصريحات الساسة الغربيين، ومبالغة الإعلام الغربي تبعث على الحيرة، فهل يصدق عاقل أن الجيش الأمريكي، الذي أزاح صدام حسين، وهو واحد من أعتى الطغاة، ودمر جيش العراق، وهو واحد من أقوى جيوش العالم، خلال أسابيع معدودة، يصرح قادته بأن القضاء على داعش قد يستغرق سنوات طويلة؟! مع الأخذ بالاعتبار أن من يواجه داعش ليس الجيش الأمريكي فقط، بل معظم جيوش العالم الأول، والتي تملك من السلاح، والعتاد ما لا يمكن للعقل البشري تخيله، فهل يفترض بنا أن نصدِّق كل هذا؟!

حسناً، دعونا نرجع للوراء قليلاً، ونطرح بعض التساؤلات، فهل كانت القاعدة، رغم خطورتها، تستحق كل تلك الدعاية المجانية من أمريكا، وهل كان ابن لادن، الذي يحمل عصاه، كما كان يفعل مقاتلو القرن الثالث الهجري، يستحق ملاحقة كل جيوش العالم، واستخباراتها لمدة تربو على عشر سنوات، ثم أين أيمن الظواهري، وهل حقاً لا تستطيع الولايات المتحدة، بكل قواتها العسكرية، والاستخباراتية تحديد موقعه، والقضاء عليه، فنحن نعلم أن لدى أمريكا من التقنية ما يمكنها من تحديد موقع أي مطلوب، حتى ولو كان يسكن في كهف في منطقة جغرافية لا يصلها أحد، أو في أقصى أقاصي غابات الأمازون، وفي ذات السياق، لماذا لم نعد نسمع عن خليفة المسلمين الداعشي، أبو بكر البغدادي، وأين هو، وكيف تعجز كل التقنيات الغربية عن تحديد مكانه، إذ يفترض أن يكون ضرب رأس الأفعى أولوية قصوى لأمريكا، فمقتله سيفت في عضد تنظيمه المرعب، أم أنه لا يراد للخليفة أن يموت الآن، بل، مثل ابن لادن، بعد عشر سنوات، أو ربما عشرين سنه؟!!

دعوني أطلب منكم قراءة قصة مقتل أنور العولقي، أحد أكبر زعامات القاعدة في اليمن، على يد السي آي إي، فتفاصيلها أكبر من حجم المقال، وهي قصة توضح كيف تستطيع الولايات المتحدة القضاء على خصومها متى ما رغبت في ذلك، ولنتذكر أن ابن لادن كان سبباً رئيسياً في إعادة انتخاب الرئيس بوش الابن في 2004، عندما تم تسريب إحدى كلماته، قبل الانتخابات بأيام!! ولا ننسى أن أوباما قضى على ابن لادن، وساهم ذلك في إعادة انتخابه في 2012، أيضاً!! والخلاصة هي أن هناك جماعات إرهابية خطيرة، مثل القاعدة، وداعش، ولكن يظل السؤال الكبير: هل ترغب أمريكا، حقاً، في القضاء على هذه الجماعات، أم أنها تستثمرها لأطول مدة ممكنة، طالما أن ذلك يخدم مصالحها؟ والجواب هنا سيساهم في فهم داعش الحالية، والدواعش التي ستخرج علينا مستقبلاً!!

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب