محافظة الزلفي ومعاناتها مع الأمطار!

د. صالح بن عبدالله الحمد

تقع محافظة الزلفي شمال مدينة الرياض وتبعد عنها بـ260 كم تقريباً وهي آخر محافظاتها من الشمال، وكما هو معروف أنها ذات موقع إستراتيجي هام وكذا وقوعها في سهل منبسط يحدها من الشرق جبال طويق، وإن كانت قد توسعت إلى الشرق من الجبل توسعاً عجيباً لا يمكن أن يخطر على بال وهذه حقيقة، ومن الغرب نفود التويرات ويلتقي جبل طويق من الشمال مع نفود التويرات تماماً في نفس المحافظة، ولقد تطورت هذه المحافظة تطوراً عجيباً بحمد الله كغيرها من مدن ومحافظات المملكة الأخرى؛ عمرانياً وتعليمياً وزراعياً، وغير ذلك من الأشياء الأخرى بيد أن هذه المحافظة من المحافظات التي تعاني كثيراً أثناء نزول الأمطار؛ ذلك لأن موقعها المنبسط السهل من الجنوب إلى الشمال جعل كافة السيول والأمطار القادمة من الشرق والجنوب كلها تصب في شمال المدينة، ولذا فإن أثناء هطول الأمطار بغزارة يكون هناك معاناة شديدة من جراء كثرة السيول والأمطار، وربما تؤدي تلك السيول والأمطار إلى أضرار بالغة في الممتلكات والمشاريع، وهذا ما حصل فعلاً في عام 1418هـ حيث كادت المدينة أن تختفي لولا رحمة الله بعباده، وقد تكونت اللجان في تلك الفترة كالعادة وكثر الزائرون المسؤولون من الرياض المدينة للوقوف على الموضوع، ولكن كل ما حصل ذهب أدراج الرياح وانتهى الموضوع وكأن شيئاً لم يحصل، وهذا ناتج للأسف لعدم الإخلاص وتحمل الأمانة والمسؤولية، ولذا فإنه منذ تلك المدة حتى عامنا هذا 1435هـ وهو لم يتم شيء، وما زالت المحافظة تعاني معاناة شديدة أثناء نزول الأمطار والسيول، وتكثر المشاكل من هدم وانجرافات وفساد محاصيل زراعية، ويعيش سكان المحافظة في تلك الفترة بترقب وقلق شديد؛ لذا فإنه حان الآن الاهتمام بهذه المحافظة وتصريف سيولها تصريفاً يتناسب مع صعوبة حوادث الأمطار والسيول، وأن يوضع لهذه المحافظة ميزانية خاصة لهذا الموضوع؛ لأننا لو اعتمدنا على ميزانية البلدية وتصريفها للسيول فلن يتم شيء وستستمر تلك المعاناة، إنني بهذه العجالة أخاطب أولاً صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية الذي زار المحافظة واطلع على مساحتها وتوسعها واحتياجاتها، وكذا صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الذي زار المحافظة وهي تئن من جراء كثرة السيول والأمطار، وأما مسؤولو أمانة منطقة الرياض (فالله ربي وربهم بلشين بالرياض المدينة والله يكون بعونهم).( أعذروني على هذه اللهجة المحلية).

في الختام لا أحب الإطالة كثيراً في هذا الموضوع، فكل شيء واضح ومعروف والتقارير موجودة والمعاناة مستمرة ولا أقول إلا أن كل مسؤول سيسأل عن معاناة هذه المحافظة، كل في مجال اختصاصه.. والله يوفق العاملين المخلصين إلى سواء السبيل.. وإننا لمنتظرون عاجلاً والله الموفق.