02-11-2014

على الخصوصية السلام

فاصلة:

((نقاط الماء التي تسقط باستمرار تخرق السطح))

- حكمة يونانية -

لم يتغير العالم من حولنا فقط بل حتى نحن تغيرنا وتغيرت قناعاتنا في التعامل مع وسائل الاعلام الاجتماعي مثل «تويتر». هذا الموقع الاليكتروني الذي يحتاج بالفعل إلى باحثين لتحليل آليات اقتحامه لحياة الناس وقدرته على تغيير الأفكار والقناعات.

«تويتر» يستطيع ان يقدم اليك قراءة تحليلة سريعة لشخصية المتابع الذي لا تعرفه ولم تلتق به يوما ومن خلال متابعتك للتغريدات تستطيع ان تلتقط حجم الانا الذي يتضخم لدى المتابعين في تغريداتهم او نقاشاتهم.

الملفت بالنسبة لي دور «تويتر» الواضح في إزالة ورقة التوت عن الشخصيات العامة وهذا ما يجعل بعضا منهم حتى الان لم يفتح حسابا في تويتر.

وأكثر ما يلفت نظري قدرة هذا الموقع على اشباع الأنا لدى الإنسان اذ يمنح صاحب الحساب أكثر من فرصة لتسويق ذاته بعد ان كانت هذه الممارسات توصف بالغرور وليس التسويق!!

حيث يضع الكاتب روابط مقالاته ومؤلفاته وأخباره ويستطيع ان يعد وسما «هاشتاق» باسمه وأفكاره يجتذب إليه الآخرين.

إلا أن كل هذه المزايا تنقلب إلى مساوئ حين تكشف عن خبايا الشخصية العامة من أفكار أو قناعات لم نكن نعرفها في مجتمع لم تكن الشخصيات العامة فيه ظاهرة باخبارها وسمات شخصيتها بالشفافية المطلوبة والمناسبة لدور الشخصية العامة في المجتمع.

«تويتر» قضى على الحصانة التي كانت وسائل الإعلام لدينا تفرضها على المتلقين حماية لاسم الشخصية العامة أو مكانتها فـ»تويتر» لا يعترف بما نسميه خصوصية مجتمع،او تمييز نوع أو حتى بسلبية التشهير الا في حدود بسيطة حيث يسمح للمتابع بحظر من يزعجه والابلاغ عن حسابه.

لذلك يمكنك من خلال اكثر من وسم «هاشتاق» ان تتعرف على شخصيات عامة عدة في حقيقة أفكارها

الأكثر اثارة ان الصحف الورقية والاذاعات والفضائيات صارت تعتبر «تويتر» مصدرا للاخبار مما يعزز من تاثير الموقع على حياة الناس استنادا على تاثير وسائل الاعلام في الشأن العام.

باختصار «تويتر» قلب الموازين ووضع قيما جديدة وقناعات مختلفة للحياة، تريد ان تتأكد جرب ان تصنع وسماً باسمك واقرأ على خصوصيتك السلام.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب