على باب الشتا

مو علي أية حال

في بعض أحيان أكون..

وأغلب أوقاتي، خيال

والسؤال:

ولا إجابه.

* * *

ماتت الفرحة زمان..

يوم غابت.

واشتعل فيني حنين..

وافتريتِ يالكآبه.

* * *

ما تركتِ لي مكان..

الراس شابت..

وانطفا حولي الزمان

وخيّمت فيني ضبابة.

* * *

وين أنا من الانشراح..

ما حصل..

وأقول: راح؟!

وين عن حلم الصباح..

وعن مداهيل الصبابه..؟

ما بقى من ينطق جنوني..

ولا بقى.. من يفهق ظنوني..

ولا بقى فيني جلد.

والولد، من كل شي عفّ وزهد..

وملْ من نوح الربابه..

* * *

يالأحد يالواحد الفرد الصمد..

يا إلهي:

ألطف بها الناس..

أشوف إنه غدا لا فرق..

صباح وماس.

وأحس أرواحنا صارت..

خطايا، والسجون لباس.

ويا كثر الغلابه.

* * *

ثاني أوقات العمر.

في وقتها..

كانت أوقاتي شجر..

والفواكه دانيات..

والسهر، ملعب وجمهورٍ وطابه.

* * *

وكانوا الجيران في هم وكرب..

ليه..؟ ما أعرف السبب!!

حرب؟!

عادات العرب..

من غباهم..

عافوا أطبُع البنادم،

وحبوا أطباع الذيابه..

* * *

دان دان..

ورقص، ودفوف، وأهازيج، وقرف.

وفرح غصبٍ يقترف.

ولا نعيم في الحقيقه

والحقيقه لا ترف..

والسيف غافي في جرابه.

* * *

وكنتِ البنت الخجوله

دهشتي في كل جوله

أزرعك باسم الحياة..

وأنزعك باسم الرجوله.

يا عجوله:

تذكرين المغرم اللِّي حبك..

وسيجارته..

والشياكة، والذرابة؟

* * *

ما تغيّر

بس عز الله تكبّر..

عن قليلين الوفا..

والخايبين..

وطار بالعالي عقابه

* * *

مكتفي..

من كل شي إلاّ عيونك..

شابعٍ من كل جوع إلاَّ جنونك..

حالفٍ باللِّي خلقني

لو يخون البحر موجه

ما أخونك.

* * *

يا حبيبة صالح الشادي تعالي..

دثريه، البرد ما قصر معه

والمنافي..

والتجافي..

فصل ثاني في عذابه..

* * *

جا على باب الشتاء المفتوح..

لاقيه بدفاك، وبلسمك والبوح.

قبل يروح..

ويسترحل غيابه

- الشاعر/ د. صالح الشادي