05-11-2014

تاكسي (2/2) قيادة المرأة للسيارة

الحكاية السابقة التي ذكرتها في الجزء الأول من هذا المقال ليست من إبداع الخيال وإنما هي حكاية واقعية تماماً، وقد سبق لي الاطلاع على حكايات كثيرة مشابهة حدثت مع سائقي الليموزين.

لدينا أزمة مستحكمة وجدل كبير مستمر لا ينتهي حول موضوعي السائق وقيادة المرأة..

لو كان مسموحاً للمرأة لدينا بقيادة السيارة لما أصبحت راكباً مستسلماً لقيادة «عوير وزوير»!!

وأعني بـ (عوير وزوير) إما سائق جديد يرتجف هلعاً أو سائق ليموزين لا تدري عن خفاياه.

في هذا السياق أجد بعضاً من الأسئلة تطرح نفسها بإلحاح هنا:

هل النساء سواء في ظروفهن الاجتماعية وفي توفر المحرم من عدمه؟ هل كلهن مراهقات طائشات أو بالغات سفيهات لا تعرف إحداهن ما ينفعها وما يضرها؟

هل كل النساء قادرات على دفع مبلغ يتراوح ما بين ألف ريال لسائق أجنبي مبتدئ وألفي ريال وربما أكثر شهرياً لسائق أجنبي محترف؟

هل لدينا نقل عام متكامل تعتمد عليه المرأة ولا تحتاج إلى سيارة خاصة؟

أليست المرأة بحاجة إلى تنقلات هنا وهناك طوال الوقت إما لعملها أو للمستشفى للعلاج أو لزيارة أحد ما؟ هل يعقل أن تبقى حبيسة المنزل؟

ألم يحن الوقت بعد في ظل الظروف الحالية للمجتمع - كما يرى البعض- أن نسمح بقيادة المرأة؟!

ولعل إجابة بعض هذه الأسئلة واضحة في أذهان فئة منا لكن في إعادتها إفادة للكثيرين..

ليست النساء سواء في ظروفهن الاجتماعية وفي توفر المحرم من عدمه، ثم حتى لو توفر المحرم ليس منطقياً ولا عقلانياً أن يلازمها كظلها في كافة مشاويرها والتزاماتها.. المرأة غالباً تحتاج إلى مشاوير يومية ضرورية يأتي على رأسها مشوار العمل اليومي.

ثمة نساء مرفهات في مجتمعنا وهن قلة، لكن هناك عدد آخر يفتقر إلى أبسط وسائل العيش ويعيش تحت خط الفقر، لكن القيادة لم ولن تكون إطلاقاً أحد مكملات وسائل الرفاهية، هي بحد ذاتها حق من حقوق المرأة وضرورة لا بد منها وهي أمر اختياري وليست إجباراً لأحد، هذا ما تراه الكثيرات.

البعض يرى أن من أسباب عدم قيادة المرأة للسيارة هو أنه من الصعوبة إيقافها في حجز المرور في حال قطع الإشارة، وفي رأيي أن ذلك لا يشكل عقبة مستحيلة من الصعب تجاوزها، ولمواجهة هذا الأمر الأفضل وضع قواعد تنظيمية ملزمة للجميع والتخلص من الواسطة واستثناء المرأة من عقوبة التوقيف في السجن أو يمكن استخدام أقسام نسائية في المرور كما هو متبع حالياً في السجون (لا جعلنا الله من مرتاديها)!

في ظل عدم وجود نقل عام نحتاج إلى السماح للمرأة بالقيادة ووضع نظام محكم يحترمه الجميع بدلاً من تأجيل قيادة المرأة عشرات السنين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

مقالات أخرى للكاتب