الدلالة العميقة لتصريح رئيس الهيئة

الآمرون بالمعروف وسخاء يد خادم الحرمين الشريفين

سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة -حفظه الله-.

قرأت في عدد الجزيرة رقم 15371 تصريحاً للشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أنه تلقى اتصالات شخصية من بعض الأمراء، ورجال الأعمال والموسرين لدعم أعمال ونشاطات الهيئة بملايين الريالات، إلا أنه اعتذر منهم لأن الميزانية المخصصة للهيئة تحمل فائضاً ولا نقص فيها. وقال آل الشيخ: إن الهيئة تقوم بعملها وفق نظامها المحدد والعمل فيها يزداد والإنجاز يتنامى والدعم لأنشطتها لا محدود له من الدولة. وما إن قرأت التصريح الذي يدخل السرور والطمأنينة إلى النفس حتى استحضرت في ذاكرتي حزمة الأوامر الملكية التاريخية التي شهدها العام 2011 التي أمر فيها خادم الحرمين بإنشاء فروع للرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في كل منطقة من مناطق المملكة، وإحداث (300) ثلاثمائة وظيفة لهذا الغرض، واعتماد مبلغ مائتي مليون ريال، لتلبية احتياجات هذه الفروع. نحن إذن نجني اليوم الثمار الطيبة لهذا الغرس الطيب الذي غرسه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.

ولم تكن الهيئة وحدها يومها التي حظيت بهذا الاهتمام ضمن حزمة الأوامر الملكية السخية التي امتدت مظلتها على كل ما له صلة بالشأن الديني، إذ جاء ضمن نص الأمر الملكي الكريم:

رغبةً منا في إنشاء: «مجمع فقهي»، ليكون مُلتقىً علمياً تُناقَشُ فيه القضايا والمسائل الفقهية، تحت إشراف هيئة كبار العُلماء، بحيث يتم من خلاله استقطاب العديد من كفاءاتنا الشرعية المؤهلة، وإتاحة الفرصة لهم لتقديم أطروحاتهم العلمية ومناقشتها، وإبداء الرأي حيالها، بقرارات علمية رصينة، تراعي ثوابتنا الشرعية، في أفق المبادئ العلمية، والأسس المنهجية لهيئة كبار العُلماء، بما يتيح مستقبلاً اختيار المُبَرِّزين من بينهم لمناصب علمية أعلى، ويخفف العبء على أعمال هيئة كبار العُلماء لتتفرغ لمهامها بالتصدي للمسائل والقضايا الكبار، وكذا تخفيف العبء على أعمال اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء لتتفرغ لمهامها بالنظر في الفروع الفقهية المتعلقة بأسئلة المستفتين. أمرنا بما هو آت:

أولاً : تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء بإعداد دراسة بشأن إنشاء مجمع فقهي يُسمى: (المجمع الفقهي السعودي)، واقتراح تنظيمه على ضوء ما أشير إليه أعلاه، وما يستجد من نظر واستطلاع، بشكل عاجل لا يتجاوز خمسة أشهر.

أيضاً امتدت مظلة الأوامر الملكية السخية يومها إلى بيوت الله، إذ جاء في نص الأمر الملكي:

على هدي من قول الحق جل جلاله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (18) سورة التوبة وحرصاً منا على أن تظهر بيوت الله بما يليق بها من البناء والتجهيز والعناية والرعاية لتحقق لها العمارة الحسية والمعنوية، واستشعاراً للمسؤولية الشرعية نحو هذه الأماكن الطاهرة، والتشرف بخدمتها، وتلمس احتياجاتها. أمرنا بما هو آت:

أولاً : يُخصص بشكل عاجل مبلغ (500.000.000) خمسمائة مليون ريال لترميم المساجد والجوامع في كافة أنحاء المملكة.

أيضاً امتد سخاء الأوامر الملكية يومها لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، إذ جاء في نص الأمر الملكي الكريم:

انطلاقاً من أهمية حفظ وتعلم الكتاب الكريم، وأثره المبارك على تربية النشء، متى ترسخ في وجدان كل منا فهم معانيه العظيمة، وإدراك مقاصده السمحة، بعيداً عن مفاهيم الغلو والتطرف، وارتياحاً منّا للعمل المبارك الذي تضطلع به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. أمرنا بما هو آت:

أولاً : يُخصص بشكل عاجل مبلغ (200.000.000) مائتي مليون ريال لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

ولأن المملكة أصبحت مركزاً للدعوة الإسلامية، ليس داخل حدودها وحسب، وإنما على الصعيد العالمي، فكان للدعوة نصيب وافر من الأمر الملكي الكريم الذي كان نصه:

حرصاً منا على استمرار الدولة في اضطلاعها بواجبها في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، بعيداً عن أساليب الغلو والتطرف، اقتداءً بنهج سلفنا الصالح في الوسطية والاعتدال. أمرنا بما هو آت:

أولاً : يُخصص بشكل عاجل مبلغ (300.000.000) ثلاثمائة مليون ريال لدعم مكاتب الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

فالحمد لله الذي وهب بلادنا ولي أمر يولي الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر هذا الاهتمام، ويعطيهم هذا العطاء الجزيل الذي يجعلنا نطمئن على أن بلادنا بخير، ما دامت في يد ولي أمر يتقي الله فيها، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، هذه شهادتنا في خادم الحرمين الشريفين، والناس شهود الله في أرضه، وإنا لنحسبه على خير والله حسيبنا حسيبنا وحسيبه.

- علي المنصور